من المنتظر أن يجد حميد شباط، الكاتب العام لنقابة الاتحاد العام للشغالين بالمغرب، العديد من الملفات النقابية والسياسية، التي تفرض عليه التدخل للحسم فيها لوضع حد ل «الحرب» النقابية التي اشتعلت بين أنصاره بمدينة مراكش. ومن هذه الصراعات القوية، التي «سيستقبل» بها أعضاء النقابة التابعة لحزب الاستقلال زعيمهم النقابي، تلك المواجهات التي اندلعت بين أعضاء الجامعة الوطنية للصحة بمراكش وبين عدد من مسؤولي النقابة بالمدينة الحمراء. وحسب مصادر مطلعة من النقابة في اتصال ب «المساء»، فإنه في مقدمة هؤلاء المسؤولين الذين اندلع معهم الصراع النقابي كمال العلوي، المنسق الجهوي المؤقت للنقابة بقطاع الصحة بمراكش. وأضافت المصادر ذاتها أن «هذا الصراع الداخلي لا بد أن ينعكس سلبا على أداء الجامعة، خصوصا، والنقابة عموما»، مذكرة بحالة «التراجع العام»، الذي عرفته المركزية النقابية بجهة مراكش تانسيفت الحوز، وهو الأمر الذي نفاه كمال العلوي، من خلال التأكيد على أن العمل النقابي يعرف انتعاشة قوية في صفوف الجامعة بمراكش، بعدما لم تحرز أي مقعد في انتخابات اللجان الثنائية لسنة 2009. وبادر أكثر من 40 عضوا من الجامعة الوطنية للصحة بمراكش إلى توجيه رسالة شديدة اللهجة إلى العربي مولاي عبد الرحمان، الكاتب الإقليمي للجامعة الوطنية للنقابة، حول الاختلالات النقابية في قطاع الصحة، وينتظرون أيضا حضور حميد شباط بعد غد الأحد للإشراف على مؤتمر النقابة بجهة مراكش تانسيفت الحوز، لوضعه في صورة ما آل إليه وضع الجامعة الوطنية للصحة بمراكش، بعد تعيين هذا المسؤول. ويتهم المحتجون في رسالتهم، التي حملت توقيعات منخرطين وأعضاء بمكاتب النقابة، المنسق الجهوي المؤقت ب «تهريب» المؤتمر الجهوي للجامعة، الذي انعقد يوم 18 دجنبر الماضي وحراسته ب 14 حارسا خاصا (فيدور)، وإقصاء أكثر من ثلثي منخرطي الجامعة الوطنية للصحة بمراكش، والسماح بحضور أسماء موالية من قطاعات أخرى كالتعليم. ويرد الكاتب الجهوي للجامعة الوطنية لقطاع الصحة بأن المؤتمر عرف حضور 120 فردا من العاملين في قطاع الصحة، نافيا وجود أي مؤتمِر من القطاعات الأخرى، مضيفا أن المؤتمر الجهوي أشرف عليه عبد الله الهوري، نائب الكاتب الوطني للجامعة. ويقول أعضاء النقابة في الرسالة، التي توصلت «المساء» بنسخة منهإن بعض مسؤولي النقابة سمحت لهم أخلاقهم ب«الاختلاء بالمسؤولين بطرق مشبوهة، واتخاذ قرارات انفرادية، والتنقيص من أعضاء هذه المكاتب بالوشاية الكاذبة أمام المسؤولين»، لكن الكاتب الجهوي للجامعة عقب على هذه الاتهامات بأنه مستعد لمقاضاة كل من أساء إليه أو إلى صفته، ومتهما جهات نقابية وإدارية بوقوفها وراء هذه «الحملة الممنهجة، بعد أن أغاضتها الحيوية التي دبت في أنشطة المنظمة النقابية». واستغرب الموقعون على الرسالة عدم حضور لجنة مركزية من الجامعة الوطنية للصحة، رغم إخبار خالد لحلو، الكاتب الوطني للجماعة الوطنية للصحة، والعربي مولاي عبد الرحمان، الكاتب الإقليمي لنقابة الاتحاد العام بمراكش، بخطورة الأعمال المرتكبة في حق مناضلي الاتحاد العام للشغالين، وهو ما رد عليه الكاتب الإقليمي في تصريح ل «المساء» بأن أبواب النقابة تبقى مفتوحة لهؤلاء لرأب الصدع بين الجميع حفاظا على وحدة النقابة. ويرفض المحتجون التعامل مع المنسق الجهوي المؤقت بقطاع الصحة بمراكش، الذي قال الغاضبون إنه طرد من النقابة الوطنية للصحة العمومية بمراكش، المنضوية تحت لواء نقابة الفيدرالية الديموقراطية للشغل. كما يمتنعون عن التعامل مع عدد من المسؤولين النقابيين بمدينة مراكش، ويتهمونهم بالإساءة للعمل النقابي. بالمقابل نفى العلوي أي إقالة له من النقابة المقربة من حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية. وأضاف أنه هو من قدم استقالته منها، رغم عضويته بالمكتب الوطني، وتمتعه بالتفرغ النقابي. وذكر في هذا الإطار بعضويته بالاتحاد العام للشغالين، ككاتب عام بعمالة سيدي يوسف بن علي منذ سنة1997. وأضاف المتحدث أنه أشرف على انتخاب اللجان الثنائية في سنة2003 عن النقابة التابعة لحزب الاستقلال، موضحا أن المحتجين كانوا أعضاء في تلك الفترة بالنقابة الوطنية للصحة العمومية.