شاءت الصدف أن تقام الجولة الأخيرة من مباريات الإياب لدوري الدرجة الأولى من دوري الصفوة، بتدبير فني تحت إشراف الأطر الوطنية بعد سقوط آخر إطار، الفرنسي دييغو غارزيطو من كرسي بدلاء الوداد، وتعويضه بفخر الدين رجحي، وإقالة الأرجنتيني فيلوني أوسكار واستبداله بعبد الخالق اللوزاني العائد إلى الميادين بعد غيبة طويلة. وبهذا التحول الذي لم نره منذ مدة طويلة، نظرا إلى تحكم الوافدين من بلدان أخرى في السوق الوطنية، تعود ثقة الأندية الوطنية في أبناء البلد لتدبير الشؤون الفنية للفرق الوطنية، حيث تناط المسؤوليات لمحمد فاخر وعزيز العامري وبادو الزاكي وعبد الهادي السكتيوي ولحسن عموتة ورشيد الطاوسي وجمال السلامي وعزيز الخياطي وعبد الرحيم طاليب وخالد كرامة ومصطفى مديح وعبد القادر يومير ويوسف لمريني وفؤاد الصحابي. ويتمنى المهتمون أن تدوم هذه الثقة طويلا لعلها تنفع كرة القدم الوطنية، دون أن تتأثر ببعض ردود الفعل المتباينة بخصوص الرؤى الفنية لبعض المدربين، خشية ألا يتنازل البعض من هؤلاء على بعض المواقف الفنية التي تسيء في غالب الأحيان إلى كرة القدم الوطنية، خاصة أن منهم من لا يهمه تقديم منتوج كروي طيب، بقدرما يفكر فقط في تفادي الهزيمة. وهي اختيارات يعتبرها الجميع خاطئة وتؤدي إلى تواضع المردود الفني للبطولة الوطنية، وتخلف بعض الصعوبات في تسويق هذا المنتوج، وعلى إثرها تحرم الأندية ومعها الجامعة من عائدات مادية مهمة، خاصة في ظل شراسة المنافسة من الدول المجاورة. وإذا كانت الجولة الأولى من الدوري الوطني للصفوة، انتهت بسقوط آخر مدرب أجنبي، فمردودها الفني كان متواضعا نظرا إلى العديد من المعطيات، وفي مقدمتها تحطيم الرقم القياسي في استبدال الأطر المشرفة على الأندية، وندرة الجودة في العنصر البشري، والتي أدت بالأندية إلى الاستعانة بلاعبي المهجر، وتعاقدها من عناصر فشلت في تأكيد ذاتها في الاحتراف، ورداءة أرضية بعض الملاعب، وسوء التسيير، وتداخل الاختصاصات، فضلا عن وقوع العديد من الأندية في أزمات مالية. ولم ينج التحكيم من مسؤوليته في تواضع المستوى الفني للدوري الوطني، إذ فشل أصحاب البذلة السوداء بدورهم في العديد من المنافسات في تقديم منتوج مرضي وفعال خلال قيادتهم للمباريات، مع بعض الاستثناءات، وأدى ذلك إلى تعرضهم إلى احتجاجات شديدة اللهجة، خاصة حينما تساهم قراراتهم في تغيير نتيجة المباريات، أو حصول تظلم في حق الفرق من خلال بعض مواقفهم الخاطئة. كما لم تستثن البرمجة من المساهمة في هذا التواضع بفشلها في تحديد بعض المواعيد دون الاهتمام بطبيعة المباريات وأهميتها، كما أنها تثير بعض الجدل، رغم كل الاجتهادات التي تأتي في بعض الأحيان متأخرة في ما يخص بعض المباريات المهمة مما لا يساعد على استقطاب عدد مهم من المشجعين والمشاهدين، كما أن البرمجة لقيت بدورها بعض الاحتجاجات بدعوى عدم التوازن بين الأندية الوطنية وتفضيل طرف على آخر.