سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الملك محمد السادس يترأس مراسيم توقيع اتفاقية شراكة صناعية استراتيجية بين المغرب ومجموعة «ألستوم» الفرنسية ستمكن من إحداث نحو 5000 منصب شغل خلال العشر سنوات القادمة
ترأس الملك محمد السادس، أول أمس الخميس في القصر الملكي في أكادير، مراسيم التوقيع على اتفاقية شراكة صناعية إستراتيجية بين حكومة المملكة المغربية ومجموعة «ألستوم» الفرنسية في قطاع النقل السككي. ووقع هذه الاتفاقية، التي تلتزم بموجبها مجموعة «ألستوم» بالانخراط الفعال إلى جانب المغرب في تطوير قطاع النقل السككي، وزير الصناعة والتجارة والتكنولوجيات الحديثة، ووزير التجهيز والنقل وباتريك كرون، الرئيس المدير العام لمجموعة «ألستوم». وبموجب اتفاقية الشراكة الصناعية الإستراتيجية هاته، تلتزم «ألستوم» باقتناء تجهيزات موجَّهة بالخصوص لمصانع تجميع المعدات المتحركة والتجهيزات السككية الأوربية لفائدة مزودين مغاربة، بقيمة مالية يمكن أن تصل إلى حدود ستة ملايير درهم (535 مليون أورو)، خلال العشر سنوات المقبلة . كما تلتزم المجموعة بالاستثمار، خلال نفس الفترة، في مشروع إحداث وحدة صناعية جديدة كفيلة بتصدير ما قيمته 3.5 ملايير درهم (310 ملايين أورو) وبالتعاقد مع شركة متخصصة في مجال ترحيل الخدمات في المغرب من أجل إحداث 65 منصب شغل في مجال الدعم المعلومياتي، إلى جانب إبرامها اتفاقيات لدعم جامعات مغربية والمساهمة، بمعية شركائها المغاربة، في إحداث وتنشيط معهد للتكوين في مهن السكك الحديدية. وقدم وزير الصناعة والتجارة والتكنولوجيات الحديثة عرضا أمام الملك محمد السادس، أبرز فيه الخطوط العريضة لاتفاقية الشراكة الصناعية الإستراتيجية التي تروم إحداث نحو 5000 منصب شغل خلال العشر سنوات المقبلة. وقال الوزير «إن الاتفاقية تندرج بوضوح في صلب الرؤية التي بلورها الملك من أجل تحقيق التنمية الاقتصادية والبشرية في جميع جهات المملكة والتفعيل الأمثل للإستراتيجيات القطاعية». وأضاف أن من شأن هذه الشراكة، التي ستعود بالفائدة على الطرفين، المساهمة في تقوية تنافسية قطاع النقل السككي، من خلال جعل المغرب يتوفر على قطاع صناعي جديد كفيل بإحداث نحو 5000 منصب شغل. وأشار إلى أن مجموعة «ألستوم» ستستفيد بذلك من «أرضية للأنشطة السككية، سواء على مستوى الإنتاج أو الصيانة، سيتجاوز إشعاعها حدود المغرب، ليمتد إلى دول إفريقيا والشرق الأوسط». ومن جهته، أكد باتريك كرون، الرئيس المدير العام لمجموعة «ألستوم»، التزام المجموعة بمواكبة الجهود التي يبذلها المغرب من أجل تطوير بنياته التحتية في القطاع السككي وكذا المساهمة في إنجاز مختلف المشاريع التي يعرفها القطاع. وسيتم الشروع في مجموع الأنشطة المبرمجة في إطار هذه الاتفاقية انطلاقا من نهاية سنة 2011، في أفق إنجازها بشكل عملي سنة 2012. وبفضل هذه الشراكة المتوازنة، ستساهم مجموعة «ألستوم» في تطوير الاقتصاد المغربي، في أفق أن تصبح شريكا مرجعيا في المملكة في مجال الصناعة السككية. وسيمهد التوقيع على هذه الاتفاقية السبيل لإبرام اتفاقيات مماثلة في المستقبل، ولاسيما في قطاعات الطاقة والنقل والتجهيز والفلاحة والصناعة المنجمية. يذكر أن المغرب انخرط في برنامج لتنمية وتطوير البنيات التحتية الخاصة بالنقل السككي، يمتد لعدة سنوات. وتتوافق المجهودات المبذولة في هذا المجال مع عدة مبادرات أخرى، من قبيل الميثاق الوطني للإقلاع الصناعي. وتعكس العقود الوطنية، التي حصلت عليها مجموعة «ألستوم» في مجال النقل، بقيمة تعاقدية تصل إلى 646 مليون أورو، تطلعات المغرب الكبيرة في مجال النقل السككي وتمثل فرصة لتوثيق شراكة إستراتيجية دائمة بين المملكة المغربية و»ألستوم». وبهذه المناسبة، وشح الملك محمد السادس باتريك كرون، الرئيس المدير العام لمجموعة «ألستوم»، بالوسام العلوي من درجة قائد. وقد حضر هذه المراسيمَ مستشارا الملك محمد السادس، زليخة نصري وعمر القباج وعدد من أعضاء الحكومة وبعض مدراء المؤسسات العمومية وعدة شخصيات.