إن كانت قبيلة الدينكا أكبر القبائل في جنوب السودان، الذي يستعد لإجراء «استفتاء لتقرير مصيره»، فهي الأوسع في العادات والتقاليد، خاصة في الزواج الذي تمثل فيه العروس أهم المرتكزات وتمثل الأبقار الفيصل الحاسم والعامل الأول في إتمام الزواج. أما عن عادات الزواج عند دينكا»أبيي فتقاس فيه العروس بطولها وبياض أسنانها، فالفتاة التي تتوفر فيها هذه الصفات يصبح مهرها أعلى وأكبر من قريناتها، كما أن مكانة الأسرة الاقتصادية والاجتماعية تشكل معيارا آخر في ارتفاع المهر. وحديثا، دخل عنصر التعليم في الأمر، حيث أضيف في تحديد المهر، ويكون ذلك تحت مسؤولية عم الفتاة، خاصة الأكبر في الأسرة، فهو الذي يفاوض في أمر الزواج والذي يمتد لشهور ويختتم بجلسة تجمع الطرفين من أهل العروسين. ويذكر أن أم العروس لا تأكل من مال مهر ابنتها الأولى إلا بعد أن تُقدم إليها بقرة تسمى «داق»، إذ تقدم ليتم ذبحها أمام غرفتها فتأتي لتخطيها مرتين، وتزين بعقد يحمل اللونين الأسود والأبيض. وشرط أساسي لبقرة الأم هذا اللون المحبب لقبائل الدينكا المسمى «المجوك»، كما يقدم إلى الأم سن الفيل هدية أولى. ويتراوح مهر البنت من الأبقار بين 200 و250 بقرة، تهدى منها واحدة للخال وواحدة للأم، وكذلك لأقارب الأب، كما يرد بعضها إلى أهل العريس، ويكون لخال العريس نصيب وافر منها.