حمَّلت الشرطة القضائية في بوزنيقة مسؤولية حادث غرق حافلة عمال شركة «ليوني» في «واد الشقيق» ووفاة 26 عاملة وعاملا، ضمنهم أزواج وزوجات حوامل في بوزنيقة، لوزارة التجهيز والنقل ولشركة النقل الخاص المكلفة بنقل العمال. وذكر مصدر مطّلع أن بحث الشرطة القضائية، الذي انطلق منذ وقوع الحادث في نهاية شهر نونبر الأخير، انتهى بالتأكيد على أن قنطرة «واد الشقيق» لم تكن محمية الجوانب ولا تتوفر على علامات تشوير تحذر السائقين، كما أن جانب الطريق الذي جُرِفت من جهته الحافلة بنيته هشة وكانت تتعرض للانجراف التدريجي (للزفت والأتربة والأحجار) وهو ما جعل الحافلة تنقلب وتجرفها المياه والسيول التي تدفقت فوق القنطرة، موضحا أن مسؤولية هذه الاختلالات تتحملها وزارة التجهيز ومسؤولوها المحليون. كما أشار مصدرنا إلى أن بحث الشرطة لم يستثنِ مسؤولية سائق الحافلة الذي قضى نحبه رفقة العمال، ومن خلاله شركة النقل، موضحا أن السائق غيَّر المسار الرسمي للحافلة، بعد أن كان يتنقل عبر الطريق الشاطئية الرابطة بين بوزنيقةوالمحمدية، وأنه بعد سلكه الطريق الوطنية رقم 1 ووقوفه على وضع القنطرة والواد، ورغم تحذيرات صاحب السيارة (أونو) الذي نجا بأعجوبة من الغرق، بعد أن جرفت المياه سيارته، ورغم امتناع سائق الحافلة الثانية التي كانت تنقل عمالا آخرين عن المرور فوق القنطرة، تابع السائق طريقه. وكرد فعل أول لأسر وعائلات ضحايا «واد الشقيق»، تم عقد جمع عام تأسيسي لجمعية تضم ممثلين عن أسر وأقارب الضحايا صباح يوم الأحد المنصرم في دار الثقافة «ابن خلدون» في مدينة المحمدية، حيث تم انتخاب مكتب مسير للجمعية ضم كلا من قباينو العياشي كرئيس للجمعية، وعز الدين مرزاق، كاتبا عاما، وعبد المولى الروحلي أمينا للمال. وذكر بيان للجمعية أن الهدف من إحداث الجمعية هو رد الاعتبار وإنصاف ضحايا قنطرة «واد الشقيق» في بوزنيقة والقيام بكل نشاط من شأنه أن يدعم -بطريقة مباشرة أو غير مباشرة- الأسر والعائلات المكلومة، ودعا مكتبها المسير كل الهيآت الحقوقية وفعاليات المجتمع المدني إلى مساندة هذا المولود الجديد، في أفق تأسيس لجنة حقوقية مشترَكة لتقصي الحقائق في حادثة قنطرة «واد الشقيق» في بوزنيقة، لمعرفة أسبابها ومسبباتها، تحقيقا للعدالة وحتى لا تضيع دماء الضحايا هباء. وأعلنت الجمعية عن يوم الأحد المقبل 09 يناير الجاري، على الساعة الرابعة مساء، موعدا لإحياء «أربعينية» الضحايا في نفس مكان الفاجعة، حيث سيتم إشعال الشموع وقراءة الفاتحة، ترحما على أرواح الضحايا.