دقت الشبكة الجمعوية بإقليم ابن سليمان ناقوس خطر التلوث البيئي الذي أصبح يهدد الطبيعة والحياة بالإقليم، وأجمع ممثلو أزيد من 90 جمعية منضوية تحت لواء الشبكة على ضرورة حماية الثروات الفلاحية والغابوية من الاستغلال البشري العشوائي. وطالبوا بوقف العبث الذي يلازم بعض المشاريع والاستثمارات بالإقليم، ومعاقبة أصحاب المشاريع التي لا تحترم دفاتر التحملات وتضر بالطبيعة والحياة. وجاء في تشخيص للوضعية البيئية بالإقليم أنجزته الشبكة أن البيئة بالمنطقة في تدهور مستمر، بسبب تدهور التربة وتقلص مساحة الأراضي الصالحة للزراعة، وتكاثر المطارح العشوائية التي تؤثر سلبا على صحة الإنسان والحياة بصفة عامة، والزحف العمراني العشوائي، حيث تم اجتياح أراض زراعية ورعوية وتحويلها إلى مبان وإسمنت مسلح في غياب التجهيزات الضرورية كتطهير السائل والصلب. وتلوث الهواء بسبب تناثر غبار المقالع التي لا تخضع للمعايير المعمول بها، والغازات المنبعثة من المطارح ومن محطات التصفية، ونفايات وأدخنة بعض الوحدات الصناعية والإنتاجية، وعوادم بعض السيارات. كما تعرضت بعض الأراضي الفلاحية للتلوث بسبب الإفراط في استعمال المبيدات في الخضراوات والفواكه.. وتدهور جودة التربة وانجرافها. وأشار تشخيص للشبكة الذي افتتح به رئيسها حسن عبدي اليوم التكويني الذي نظمته الشبكة بشراكة مع بلدية ابن سليمان، يوم الأحد الماضي، بدار الثقافة حول موضوع (البيئة والتنمية المستدامة)، إلى تدهور الغطاء الغابوي، والاندثار النسبي للتشكيلات الغابوية بسبب القطع المفرط والرعي الجائر ورمي بقايا مواد البناء، وكذا بسبب اندلاع الحرائق، وانتشار المقالع، والاستغلال المفرط لحطب التدفئة. وغياب مشاريع تنموية مندمجة للنهوض بالسياحة الغابوية. وأرجعت الشبكة تدهور المنظر العام بالحواضر والبوادي إلى سلوكات بعض الأسر التي تساهم بشكل كبير في تدني حالة البيئة، وانعدام المرافق الصحية، وعدم احترام الملك العمومي، وانتشار الحيوانات الضالة، ومخلفات خيول العربات، وضعف البرامج التحسيسية للبيئة التي تقتصر فقط على بعض المناسبات، وكذا إلى النقص الحاصل في الموارد البشرية واللوجيستيكية المتعلقة بصيانة المناطق الخضراء، وانتشار ظاهرة المتسولين والمتسكعين الذين لهم دور في تخريب المناطق الخضراء والإخلال بالمنظر العام. وعن المنطقة الساحلية للإقليم ببلدتي المنصورية وبوزنيقة وجماعة الشراط، أشار تشخيص الشبكة إلى الزحف العمراني وظاهرة تسييج الشواطئ بالبنايات من كل الأصناف، والتي تتسبب في أضرار جسيمة بالأنظمة الإيكولوجية وتشوه المجال الساحلي وتحرم باقي الساكنة والضيوف من حق الاصطياف. وساهم في اليوم التكويني الذي استفاد منه ممثلو الجمعيات المنضوية تحت لواء الشبكة كل من مدير المرصد الجهوي للبيئة بجهة الشاوية ورديغة، الذي تحدث عن دور المرصد في جمع المعلومات البيئية وتقييمها وإعداد برامج وقائية، ومدير شركة النظافة الفائزة بصفقة التدبير المفوض بمدينة ابن سليمان، والذي تحدث عن مفهوم التدبير المفوض بشكله العام والخاص بالنظافة، وممثل عن بلدية المدينة الذي أعطى مسار البلدية من أجل توفير آليات تنظيف المدينة، وأستاذ جامعي باحث تحدث عن دور المناطق الرطبة في حماية البيئة. كما استفاد المشاركون من ورشات انتهت بإصدار توصيات تنص كلها على ضرورة وضع آليات وشراكات من أجل حماية البيئة ووقف نزيف استغلالها من طرف جهات لا تسعى إلا وراء الربح المالي.