قالت مصادر إن حفيظ بنهاشم، المندوب العام لإدارة السجون وإعادة الإدماج، أوفد، خلال الأسبوع المنصرم، لجنة تفتيش مركزية رفيعة المستوى إلى سجن تولال في مدينة مكناس. وكشفت المصادر ذاتها أن اللجنة، التي كان يقودها مصطفى لوباريز، رئيس مصلحة التفتيش بالمندوبية، حلت بالمؤسسة المذكورة بعد توصلها بمكالمة هاتفية مجهولة تدعوها إلى فتح تحقيق حول استفحال ظاهرة الاتجار في المخدرات بداخل السجن. وذكرت المصادر أن رجال بنهاشم داهموا العديد من الزنازن بحي «النور»، دون أن يتمكنوا من العثور على أي شيء، بيد أن أطرافا عدة أكدت ل«المساء» أن جهات معينة لها نفوذ في هذه المؤسسة السجنية قامت بتمويه مفتشي اللجنة، وتعمدت توجيه عناصرها إلى زنازن بعينها، بعيدا عن تلك التي تحوم حولها الشبهات، ودون الاستماع إلى إفادات نزلاء السجن بخصوص هذه القضية. واستنادا إلى بعض المعطيات، فإن المفتشين استاؤوا كثيرا من وضعية غرف الحي التي قاموا بزيارتها، بعدما عاينوا حالة العديد من المراحيض بدون أبواب، ونوافذ مكسرة، وانتشار القاذورات والأوساخ، ومعاناة السجناء مع البرد القارس، وهي الملاحظات التي أُشعر بها عبد الله الضريف مدير السجن المحلي بتولال. وتأتي هذه الزيارة أياما قليلة بعد عثور إدارة السجن على كمية من الحشيش والهيروين بحي «التقوى»، واتخاذ إجراء تأديبي في حق أحد الموظفين وإلحاقه بالباب الرئيسي، حيث تم منعه من الولوج إلى داخل السجن لدواع احترازية. من جانب آخر، ندد السجين «ع. ع»، الذي يقضي عقوبته السالبة للحرية في السجن نفسه، بالمضايقات التي يتعرض لها والاستفزازات التي تطاله من قبل رئيس المعقل، الذي اتهم بسوء المعاملة والزج به في زنزانة تضم مدمنين على الحشيش والأقراص المهلوسة، وتحريض هؤلاء عليه لسرقته والسطو على أغراضه الخاصة، وتعريضه للسب والشتم، وحرمانه من أبسط الحقوق المتعارف عليها.