وجه المكتب التنفيذي للكونفدرالية الديمقراطية للشغل رسالة مؤرخة بالدار البيضاء في 31 دجنبر الماضي، موجهة إلى النقابات الإسبانية من أجل إخبارها بوقف التعاون معها نتيجة الموقف العدائي الذي تبنته ضدّ وحدة المغرب الترابية. وجاء في الرسالة الموقعة من طرف نوبير الأموي، الكاتب العام للكونفدرالية الديمقراطية للشغل، «أن المكتب التنفيذي يكاتبكم في موضوع علاقات التعاون بين منظمتينا، لنعبر لكم عن شكرنا الجزيل وتقديرنا العميق على كلّ مجهوداتكم ومبادرتكم التي عملت على توطيد العلاقات المبنية على القيم الحقوقية والفكرية والإنسانية والتضامن العمالي والنضال من أجل الدفاع عن المصالح الاقتصادية للأجراء، وهي القيم المشتركة للطبقة العاملة في كلّ أرجاء العالم». وعبرت الرسالة، التي توصلت «المساء» بنسخة منها، أنه كان بوُدّ المكتب التنفيذي للكونفدرالية الديمقراطية للشغل أن يستمر في تطوير هذه العلاقات، مما يؤسس لبناء وتقوية التنظيمات النقابية في البحر الأبيض المتوسط لمواجهة كلّ المخاطر الاجتماعية والأمنية التي تهدد العمال والمجتمعات بفعل العولمة والليبرالية الجديدة المتوحشة، وللمساهمة الجماعية في رفع معاناة العمال المغاربة المهاجرين في إسبانيا». قبل أن تستطرد «لكن مع كامل الأسف نعبر لكم عن الاستياء العميق للطبقة العاملة المغربية وعموم المواطنين تجاه مواقفكم المعادية للوحدة الترابية الوطنية للمغرب، وانحيازكم لأطروحة انفصال الصحراء المغربية، الأطروحة التي تتزعمها الجزائر لأغراض توسعية». ودعا نوبير الأموي الكاتب العام للكونفدرالية الديمقراطية للشغل «رفاقه الإسبان» إلى إعادة قراءة التاريخ قراءة جيدة ليتبين لهم أن الصحراء كانت مغربية في ظلّ وحدة الدولة قبل دولة إسبانيا. وخضعت للاستعمار الإسباني في زمن المدّ الاستعماري/الإمبريالي خلال نهاية القرن 19 وبداية القرن 20 الذي مزق عدّة أطراف «ولتتأكدوا أن كلّ الحقائق السياسية والتاريخية والدينية والقبلية تؤكد أن الصحراء مغربية». وبناء عليه، قرر المكتب التنفيذي للكونفدرالية الديمقراطية للشغل توقيف علاقات التعاون مع المنظمة العمالية الإسبانية ابتداء من فاتح يناير 2011، داعيا إياها إلى مراجعة مواقفها اللامشروعة، ودعمها لما يسمى بالبوليساريو، مؤكدا أن الطبقة العاملة المغربية ستواصل نضالها وستعبئ كلّ إمكانياتها وطاقاتها الوطنية واستعدادها لتقديم كلّ التضحيات من أجل تحصين الوحدة الترابية بأقاليمنا الصحراوية.