تتهدد أزيد من 1000 أسرة في جماعة «الشلالات» كارثة بيئية خطيرة، حيث أدى الانتشار الواسع لبرك مياه الصرف الصحي التي تحولت إلى بدائل لقنوات الصرف الصحي، في الجماعة وبشكل خاص في كل من «مشروع الشلال» ودوار «البراهمة 2»، إلى تدهور الوضع الصحي في المنطقة، مما نتجت عنه إصابة السكان، خاصة الأطفال منهم، بأمراض مختلفة. وحسب تصريحات متطابقة لسكان المنطقة ل «المساء»، فإن خطر هذه البرَك الآسنة، التي تغرق الطرق وما حولها و تجعل مسألة اجتيازها أمرا محفوفا بالمخاطر، لا يكمن فقط في استنشاقهم اليومي للروائح الكريهة المنبعثة منها، وإنما يتعداه إلى كون بعضها تسبب في تسرب المياه نحو عدد كبير من أساسات المنازل، التي لا يفصلها عنها سوى خمسة أمتار، بعد أن غمرتها مياه الصرف الصحي، زيادة على مياه الأمطار الموحلة، وهو ما سيلحق بها أضرارا من شأنها أن تهدد حياة السكان، تقول المصادر نفسها بالمنطقة في لقاء ب»المساء». وتبقى أخطر هذه البرك الآسنة تلك التي تم إنشاؤها منذ أكثر من ثلاث سنوات كحل «مؤقت» في مشروع «الشلال»، قصد جمع مياه الصرف الصحي، إلى حين ربط المنطقة بالقنوات الخارجية، وكل هذا في ظل غياب سياسة فعلية من قِبل السلطات والجماعة المحلية من أجل إنشاء و صيانة قنوات الصرف الصحي، تضيف المصادر نفسها. ولم تنجُ الأراضي الفلاحية المجاورة للمنطقة من تبعات هذه البرك، التي جعل منها المسؤولون «بدائل» لقنوات الصرف الصحي، فقد تضررت مزروعاتها، بعد أن غمرتها مياهها خلال الفيضانات الأخيرة، الأمر الذي أوضحته جملة من متضرري مشروع «الشلال» الذين بدا عليهم التذمر والاستياء، جراء اللامبالاة التي تبديها السلطات حيال الوضع المزري الذي يكابدونه كل يوم، على الرغم من شكاياتهم المتكررة. وأكدت مصادر من المنطقة أن للجماعة المحلية دورا كبيرا في استفحال هذا المشكل الذي يهدد سلامة المواطنين، ذلك أن الجماعة استعانت بجهات خارجية لحل هذا المشكل، وهو الأمر الذي زاد من استفحال الظاهرة، بعد أن تمت الاستعانة بمضخة لإفراغ هذه البركة و طرحها حولها، متسببة بذلك في إتلاف محصول أراض زراعية وفي غمر الطريق الرئيسة المؤدية إلى مقر القيادة، التي يستعملها سكان عدد من الدواوير، بالمياه العادمة وتوقيف هذه الطريق، طيلة فترة إفراغ البركة بل وحتى ما بعدها. ويتساءل السكان عن الدور المنوط بالجهات المسؤولة في تدخلها في مثل هذه الكوارث وعما إذا ما كان سيتم تعميم الحفر كبدائل لقنوات الصرف الصحي في جماعة الشلالات، أم أن إنه سيتم التصدي لهذه المبادرة التي أبانت عن فشلها منذ بداية تطبيقها. يذكر أن جماعة «الشلالات» استفادت من برنامج «مدن بدون صفيح»، فأصبحت بذلك ورشة من الأوراش الكبرى لعمالة المحمدية، غير أن سوء التسيير في هذه الجماعة آل بهذا البرنامج إلى التعثر و إلى ظهور آفات جديدة تهدد سلامة المواطن.