ألقت المصالح الأمنية بسيدي إفني، نهاية الأسبوع المنصرم، القبض على عصابة تتحدر من أصول إفريقية، مكونة من ثلاثة أشخاص، بعد عملية استدراج مُحْكَمَة قام بها أحد أبناء المنطقة، وساهم في القبض عليهم في حالة تلبس، بعد أن حاولوا إغراءه بالمساهمة معهم في عملية تبييض الأموال، التي كانوا ينوون القيام بها بمدينة سيدي إفني. وحسب مصادر «المساء»، فإن عملية القبض على اثنين من أفراد العصابة المذكورة تمت في واضحة النهار بأحد أحياء سيدي إفني، بعد أن عمل الشاب (ع. و) على إخبار رجال الأمن بالنازلة، وإيهام الأفريقيين برغبته في الانخراط معهما، عبر تكثيف أسئلته بخصوص الفائدة المادية التي سيجنيها وراء انخراطه المباشر في العملية، وهو ما دفعهما إلى إخباره بأن الربح سيتضاعف مرتين على المبلغ المقدم للعصابة منذ الوهلة الأولى. وظل الأفريقيان على تلكم الحال، يقدمان الشروحات اللازمة لاستقطاب ضحايا النصب والاحتيال، إلى أن تمكنت العناصر الأمنية من محاصرة سيارتهما والقبض عليهما بالشارع العام. وبخصوص حيثيات الاعتقال، أوضح (ع. و)، صاحب عملية استدراج الأفارقة بسيدي إفني، بأن عملية القبض على عنصري العصابة «تمت بحي الودادية بالمدينة بعد أن حَددت معهما موعدا آخر للقاء. وبعد حضورهما في الوقت المحدد، تجاذبت معهما أطراف الحديث دون أن أثير انتباههما إلى وجود خطة ترمي إلى توقيفهما متلبسين بتهمة النصب والاحتيال، وبقيت برفقتهما إلى أن حضر رجال الأمن واقتادوهما على الفور إلى مخفر الشرطة بالمدينةّ»، مضيفا في تصريح ل«المساء» بأن أحدهما «أخبرني بأن والده كان وزيرا سابقا في السنغال، وأنه يتوفر على مبلغ مليون درهم، يريد استثماره بمدينة سيدي إفني، وأن أسباب اختياره لي جاء بناء على اشتغالي في مجال تعليم السياقة». واستطرد المتحدث قائلا إن «الشكوك التي حامت عندي حول الأفارقة المذكورين، بدأت بعدما طلبوا مني مواصلة الحديث في أحد المقاهي المنزوية بالمدينة بغية التواري عن الأنظار ومناقشة العملية في أجواء هادئة»، إلا أنه بعد أن استأنسوا بي أخبروني بعملهم الحقيقي، والمتمثل في أنهم يشتغلون في مجال تبييض الأموال، فقررت حينها التوجه إلى مفوضية الشرطة بالمدينة، حيث حررت محضرا في النازلة قبل العودة للقائهم من جديد». وبخصوص أسباب قدوم هؤلاء الأفارقة إلى سيدي إفني، أوضح المتحدث بأنهم أخبروه بأن أسباب اختيارهم المدينة، تعود إلى كونها مدينة ناشئة وحديثة العهد بالعمالة، وأنها مفتوحة على مجموعة من المشاريع الجديدة، وينتظرها مستقبل كبير. وقد فتحت العناصر الأمنية تحقيقا مع الشخصين الموقوفين بغية معرفة بقية أفراد العصابة، والأسباب الحقيقية التي دفعتهما إلى استدراج الشاب المذكور، ومعرفة ما إذا تورطا سابقا في عمليات مماثلة بالمدينة أو بغيرها من المدن المغربية. ومن المنتظر أن يقدم المعنيان أمام أنظار وكيل الملك بابتدائية تيزنيت للنظر في طبيعة التهم الموجهة إليهما ومتابعتهما بالمنسوب إليهما، فيما لا زال البحث جاريا عن شخص ثالث يعتقد أنه من أفراد نفس العصابة. يذكر أن واحدا من الأفريقيين الموقوفين انتهت المدة القانونية لجواز سفره منذ الرابع عشر من شهر دجنبر الجاري، ومن المنتظر أن يكشف التحقيق الجاري في الموضوع عن حيثيات أخرى جديدة بخصوص الأهداف الحقيقية للعصابة وكيفية دخولها إلى المغرب، واختيارها مدينة سيدي إفني لإطلاق مشاريع النصب والاحتيال.