في تطور للصراع الدائر منذ افتتاح الدورة الخريفية حول رئاسة الفريق الاشتراكي بمجلس المستشارين، اتهمت زوبيدة بوعياد، عضو المكتب السياسي لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، معارضي ترؤسها للفريق ب«استهداف الاتحاد» و«الانقلاب» على قرارات المكتب السياسي. وقالت بوعياد ل«المساء»، تعليقا على تهديد 15 مستشارا من الفريق الاشتراكي بالانسحاب وتأسيس فريق جديد، كرد على تشبث قيادة الحزب بها رئيسة للفريق المتكون من 20 مستشارا: «ما يقع داخل الفريق لا يمس رئيسته، وإنما هو موجه ضد الحزب.. فالاتحاد هو المستهدف وليس بوعياد، التي تناضل وتشتغل مع القواعد منذ سنوات ولا تتهافت على المناصب»، متهمة إياهم بمحاولة الانقلاب على قرار اتخذه المكتب السياسي بإجماع أعضائه بإيعاز من بعض الجهات. وفي ردها على سؤال الجريدة حول ما إن كان إدريس لشكر، عضو المكتب السياسي، هو من يقف وراء محاولة «الانقلاب» على قرار المكتب السياسي، قالت بوعياد: «الشخص لا يهمني، وإنما ما يهمني هو الحفاظ على وحدة الحزب». وكان معارضو بوعياد قد وجهوا، مباشرة بعد افتتاح الملك محمد السادس أشغال الدورة الخريفية للبرلمان، رسالة إلى عبد الواحد الراضي، الكاتب الأول للاتحاد ولأعضاء المكتب السياسي، كان مطلبها الرئيس تزكية محمد علمي، المقرب من لشكر، الوزير المكلف بالعلاقات مع البرلمان، رئيسا للفريق الاشتراكي، فيما رفض أربعة مستشارين برلمانيين التوقيع على لائحة تزكية علمي، ويتعلق الأمر بكل من دحمان الدرهم، العمدة الأسبق لمدينة طنجة، والمستشار البرلماني مولود السقوقع، والمصطفى هيبة، ومولاي الحسن طالب. وأوضحت بوعياد في تصريحاتها ل «المساء» أنها لم تترشح لمهمة رئيس الفريق، وأن ترؤسها الفريق جاء بعد قرار اتخذه أعضاء المكتب السياسي بالإجماع، دافعة في وجه معارضيها بأنها «تمتلك مشروعية المؤتمر وتحظى بإجماع المكتب السياسي». المصدر ذاته أبدى استغرابه من عدم انضباط مستشاري الفريق لقرار اتخذه المكتب السياسي، ورفضهم له بالرغم من التوضيحات التي قدمت إليهم واستقبال ممثلين عنهم من قبل قيادة الحزب، مشيرة إلى أن «هذا الرفض له معنى واحد هو محاولتهم خلق مشاكل للحزب، وهنا أقول إن عليهم أن يتحملوا مسؤوليتهم». ووفقا لمصادر برلمانية، فإن معارضي بوعياد يستعدون للإعلان عن انسحابهم من الفريق الاشتراكي بالغرفة الثانية، وإنشاء فريق جديد تحت اسم «فريق الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية»، في بداية الدورة التشريعية الربيعية، في حال عدم استجابة المكتب السياسي للحزب وكاتبه الأول لطلبهم بإزاحة زوبيدة بوعياد من منصب رئاسة الفريق. وكشفت المصادر أن تهديد مستشاري الاتحاد بالانسحاب من الفريق يأتي بعد عدم الاستجابة لمطالب أعضاء الفريق، التي أبلغها كل من عبد الرحمان أشن وعلي سالم الشكاف وحفيظ وشاك لعبد للراضي، خلال لقاء جمعهم به، مشيرة إلى أنه في ظل «صمت القيادة غير المفهوم» يبقى خيار مغادرة الفريق مطروحا بشدة. ويعيش الفريق الاشتراكي منذ افتتاح الدورة التشريعية الحالية على صفيح ساخن، بعد أن اختار غالبية أعضائه، كاحتجاج على تشبث المكتب السياسي ببوعياد رئيسة للفريق ضدا على إرادتهم، تجميد نشاطهم البرلماني والحزبي، كما كان الحال بالنسبة للمستشار محمد العلمي الفائز، مؤخرا، في الانتخابات الجزئية لملء خمسة مقاعد شاغرة في مجلس المستشارين في جهة طنجة تطوان، فيما اختار مستشارون آخرون مقاطعة اجتماعات الفريق، وهو ما بدا واضحا خلال اجتماع الفريق الأسبوع الماضي الذي حضره مستشاران اتحاديان فقط.