تحول اللقاء الذي جمع بعض الحقوقيين والإعلاميين، مساء الأربعاء الماضي، بعائلات المعتقلين الستة وممثلي الأسر المنكوبة بسبب فيضانات المحمدية إلى «ميتم» بعد أن حكت بعض النساء بمرارة عن الواقع المزري لأسرهن والأمراض المزمنة التي لحقت بهن وبأطفالهن وشيوخهن، وأجهشت النساء بالبكاء بعد تدخل «السعدية»، زوجة أحد المعتقلين الستة، وروت للحضور كيف توفي رضيعها وهو في يومه الثاني بعد معاناة مع قسوة الطبيعة والبشر. قالت السعدية (أم لأربعة أطفال) يعيشون جحيم الفقر والتشرد بعد اعتقال والدهم، إن زوجها أخذ منها وهي حامل في شهرها التاسع، وفقدت مسكنها ومتاعها، وظلت عالقة بين جنينها وأطفالها الجائعين والمشردين، وأن لا أحد فكر في احتضانها وأطفالها، وحكت كيف أنجبت رضيعها في أجواء البؤس والمجاعة، وكيف أنها لم تجد له غذاء ولا أدوية، وأن رضيعها مرض وتضاعف مرضه، مما جعلها تتدبر مبلغا ماليا بسيطا وتحاول اصطحابه على متن سيارة إسعاف إلى طبيب للأطفال بالدار البيضاء، لكن الرضيع لم يقو على المقاومة وتوفي متأثرا بمرضه. وبكت العيون إثر تدخل أسر ثلاثة منازل يقطنونها منذ سنة 1958 تم إفراغهم منها بالقوة، وتم اعتقال شاب وشقيقته، وقضت المحكمة الابتدائية يوم الثلاثاء المنصرم بشهرين حبسا نافذا في حقهم بعد أن رفضوا حكم الإفراغ. العشرات من ممثلي الأسر حضروا الوقفة التي نظمتها لجنة الدفاع و إطلاق سراح المعتقلين والتضامن مع ضحايا الفيضانات بالمحمدية بتنسيق مع الفرع المحلي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان، يوم الأربعاء المنصرم على الساعة السادسة مساء أمام مقر فرع الجمعية بشارع عبد الكريم الخطابي بدرب الشباب، رغم غزارة الأمطار والبرد القارس وطول المسافة بين مكان الوقفة ومداشرهم المفتوحة على البؤس، تلتها ندوة صحافية التقى فيها الصحافيون بعائلات المعتقلين وممثلي المنكوبين. وأصدرت اللجنة الداعمة لضحايا الفيضانات والمعتقلين الستة من أبناء دوار البراهمة شرقاوة بجماعة بني يخلف بعمالة المحمدية بيانا جددت فيه تضامنها مع ضحايا الفيضانات، وخصوصا سكان دوار البراهمة (الحفرة) الذين يعيشون منذ يوم الثلاثاء 30 نونبر الماضي ظروفا مأساوية، بعد أن فقدوا أكواخهم وجميع أمتعتهم. وأصبحوا مشردين بضواحي المدينة قرب السكة الحديدية. وجاء في البيان الحقوقي، الذي توصلت به «المساء» أن المصالح المختصة لم تتدخل لإغاثتهم وجبر الضرر الذي لحق بهم، وأنه بالمقابل تم قمعهم واعتقال ستة من ممثليهم، زج بهم في السجن على أساس تهم واهية لفقت لهم. وأضاف البيان أنه إلى حدود نهاية الأسبوع المنصرم لا يزال سكان دوار البراهمة شرقاوة، وسكان الأحياء الصفيحية الأخرى يعيشون ظروفا صعبة في غياب أي مساعدة من طرف مصالح الدولة، أو من الجماعات المحلية التي قال عنها البيان إنها لا تمثل إلا نفسها، وأن المعتقلين الستة لازالوا يقبعون في سجن عكاشة بالدار البيضاء في ظروف ينعدم فيها الحد الأدنى الذي يحافظ على كرامتهم، زيادة على العراقيل التي تمنع عائلاتهم من زيارتهم. وأشار البيان إلى أن السلطات المحلية بالمحمدية عمدت إلى اعتقال مباركة الصفري وأخيها من دوار الحاج الميلودي بتهمة رفض مغادرة الكوخ. وأعلنت اللجنة عن تنديدها باعتقال الأبرياء وطالبت بإطلاق سراحهم فورا، كما نددت بالتعامل الذي وصفته ب«المهين» للسلطات المحلية مع ضحايا الفيضانات والتهميش الذي طال الضحايا، وطالبت بتقديم جميع المساعدات الضرورية للمنكوبين وتوفير السكن اللائق للأسر التي تعاني الهشاشة.