مفاجأة غريبة تلك التي خلقتها عدد من الأسر في مدينة تامسنا، عندما عرضت المنازل التي لم يمض على استقرارها فيها أكثر من سنة، للبيع، بسبب «صعوبة العيش في هذه المدينة التي لا تتوفر فيها الشروط التي وُعِدنا بها»، على حد تعبير السكان الغاضبين في العديد من أحياء المدينة، الذين أكدوا في تصريحات متطابقة ل«المساء» أن «العمران وممثلي السلطة المحلية والمنتخَبين ومسؤولي الوزارات والإدارات العمومية المعنية عجزوا عن تهيئة المدينة بالمرافق العمومية الضرورية للعيش في الوقت المحدد، «حيث نعاني، نحن وأبناؤنا، الشيء الكثير». ويؤكد سكان «حي النجاح»، وهو أحد الأحياء التي تعرف حركة إسكان نشطة ويضم أكثر من 2000 أسرة، أن «شعورا من الاستياء والغضب يسود وسط العائلات الغاضبة من تأخر إتمام بعض مشاريع التهيئة الأمر الذي يجعل حياة الناس أكثر صعوبة». ويوضح ممثلو السكان الذين أنشؤوا جمعية «مستقبل تامسنا»، للدفاع عن مطالبهم، أن «المشاكل تتركز أساسا حول النقل وتمدرس الأطفال، حيث توجد بالحي الآهل بالسكان مدرستان ابتدائيتان، بيد أن تلاميذ مراحل ما بعد الابتدائي يضطرون للتنقل لمسافة طويلة إلى ثانوية في تمارة، وهو ما يعاني مشاكل بالجملة للتلاميذ». وحسب السكان، فإن وضع الفتيات هو الأكثر صعوبة، «إذ يتعرضن للتحرش من طرف المنحرفين، بل إن بعضهن تعرضن لاعتداءات بالضرب وتم تسجيل محاضر لدى الأمن بذلك». وقد سبق لممثلي عمالة إقليم الصخيرات -تمارة ومندوبية وزارة التربية الوطنية وممثلين عن السكان، بعيد انطلاق الموسم الدراسي الجديد، أن اتفقوا على توفير حافلتين اثنتين لنقل تلاميذ «حي النجاح» في تامسنا إلى الثانوية، «غير أن شيئا من ذلك لم يحدث توضح جمعية مستقبل تاسمنا وما تزال المعاناة قائمة إلى درجة أن بعض الأسر تعتزم عرض منازلها للبيع، كما فعل آخرون، حتى لا يضطر فلذات أكبادهم لمواجهة مخاطر متعددة للوصول إلى الثانوية». وعلمت «المساء» أن شركة «ستاريو» للنقل الحضري حضرت اجتماعا داخل عمالة تمارة للاطلاع على مشاكل الساكنة، حيث أوضحت من جانبها أنها على استعداد لتخفيض تسعيرة الاشتراك في النقل لفائدة بعض الأسر المعوزة، وهو ما رفضه ممثلو السكان الذين أكدوا أن غالبية ساكنة «حي النجاح» من الأسر المتوسطة والضعيفة ويستحيل التمييز بينها في هذا الموضوع، الأمر الذي دفع «ستاريو» إلى التأكيد أنها لا تستطيع مخالفة شروط دفتر التحملات الموقع مع مسؤولي ولاية الجهة». ويجد سكان تامسنا صعوبة بالغة في التنقل إلى مقرات عملهم وسط العاصمة أو لشراء ما يحتاجونه من أسواق منطقة «مرس الخير» المجاورة أو من «سيدي يحيى» أو تمارة، حيث تعتبر سيارات الأجرة الكبيرة عملة يندر وجودها في المنطقة. ويشتكي سكان المدينة كذلك من تأخر إنجاز مشاريع كهربة الأزقة، في الوقت الذي تشهد الشوارع الرئيسية حركة دؤوبة لربطها بشبكة توزيع الكهرباء. وما يزيد الوضع تأزما بالنسبة إلى السكان هو اضطرارهم لقطع مسافات طويلة للتبضع، «بسبب ندرة وجود دكاكين البيع بالتقسيط، على الرغم من أن بعض الأسر فتحت «نوافذ» داخل بيوتها تبيع من خلالها مواد استهلاكية للسكان. ويأمل سكان تامسنا أن يكون التغيير الذي حصل على مستوى إدارة العمران، بتعيين بدر الكانوني رئيسا لمجلس الإدارة الجماعية للمجموعة يوم 22 نونبر 2010، «فأل خير»، لتسريع وتيرة إنهاء الأشغال الموعودة في تامسنا، باعتبارها إحدى أهم المدن الجديدة في المغرب، مبرزين أن تصريح الكانوني خلال حفل التنصيب، الذي حضره الوزير الأول عباس الفاسي، والذي يؤكد فيه التزامه بالعمل على تكثيف الجهود من أجل بلوغ الأهداف المسطرة للمجموعة، «مؤشر إيجابي» على ذلك.