وصف سجناء في سجن «آيت ملول» في أكادير أوضاعهم ب«المزرية» وبأنهم معتقلون في ظروف «غير إنسانية» واعتبروا أنفسَهم «معذَّبين في الأرض»، لما يعانونه، بسبب شدة البرد والجوع، لأن ما يُقدَّم لهم من طرف المؤسسة السجنية لا يكفيهم، خاصة أن الطبق الرئيسي الذي يقدم لهم بشكل شبه يومي عبارة عن «بيصارة»، فحتى يوم عيد الأضحى، يؤكد بعض السجناء، كانت وجبة غذائهم «بيصارة»... وأكدت مصادر من بين السجناء ل»المساء» أن إدارة المؤسسة السجنية لا يمكن إنكار أنها على مستوى النظافة والتسيير أضحت من بين أحسن المؤسسات السجنية على الصعيد الوطني، غير أن السجناء أصبحوا يعانُون من جملة من المشاكل الأخرى، خاصة السجناء المحرومون من الزيارات العائلية، على اعتبار أن أغلب السجناء تتكفل عائلاتهم بجلب «القفة» لهم، بالإضافة إلى ضرورياتهم، من أغطية وملابس ومأكل وغير ذلك. وفي ظل هذه الأوضاع، أصبح هؤلاء السجناء على وجه الخصوص يعانون كثيرا من موجة البرد القاسية، بعد أن عملت الإدارة على تخفيض عدد الأغطية «مانطات» من بعض السجناء. وقد خلق هذا الوضع، تضيف المصادر نفسها، استياء واسعا وسط السجناء، بسبب موجة البرد القارس، الذي جمّد أجسادهم، رغم تكدس العشرات منهم في غرفة واحدة. وأضاف السجناء أنفسهم أن معاناة أكبر تنتظرهم، بعد أن يتم تطبيق قرار إداري آخر يتجلى في إنشاء مطبخ في الخارج يبعد عن الزنازين، وهو ما اعتبرته مصادر مطلعة يهدف إلى حماية السجناء وجعلهم في مأمن من خطر الحريق، خاصة أن أغلب السجناء في المؤسسات السجنية يعتمدون على «الريشو» من أجل طهي وجباتهم، لأنهم لا يكتفون بالبرنامج الغذائي الذي تقدمه المؤسسة السجنية التي ينزلون بها. وقد اعتبر السجناء أنفسهم هذا القرار «غير منصف»، لأنه سيزيد من معاناتهم أكثر، خاصة أن أبواب الزنازين لا تفتح إلا في التاسعة صباحا وتغلق في ال11 قبل الظهر، وهي فترة لن تكفيهم لتحضير وجبة فطورهم وقضاء وقت من الفسحة في الباحة المخصصة لهم، كما تتم الفسحة أيضا من الثالثة إلى الخامسة، وهي فترة لا تكفي لتحضير وجبة الغذاء والفسحة، لأن الأبواب تغلق من جديد في الخامسة. وصرح أحد السجناء بالقول : «نحن في شدةٍ اللهُ وحده يعلم بها. نحن لا ننكر أننا ارتكبنا أخطاء ندفع الآن ضريبتها، لكن هذا لا يعني التضييق علينا وحرماننا من الضروريات ومن حقوقنا»... وأضاف المصدر نفسه قائلا إن السجناء يضطرون إلى الاستحمام بالماء البارد، مما يتسبب في إصابة أغلبية السجناء بنزلات البرد، ومنهم من أصيب بأمراض أخرى. وطالب بعض السجناء بضرورة فتح تحقيق في ما يعانونه، للوقوف على «مآسيهم» اليومية التي تزيد من عذاب اعتقالهم. وقد حاولت «المساء» الاتصال بسجن «آيت ملول» في أكادير، لاستجلاء رأي إدارة المؤسسة في ما أكده بعض السجناء ل»المساء»، غير أنه تعذر عليها ذلك.