خرجت العشرات من أمهات تلاميذ مدرسة نائية في مدينة القنيطرة، صباح أول أمس، في مظاهرة صاخبة أمام مقر المؤسسة التعليمية، احتجاجا على توقيت الدراسة المعمول به في المدرسة وعلى انتشار حشرات «القمل» فيها... وشجبت المحتجات الإجهاز على العمل بالتوقيت المستمر في مدرسة «إبراهيم الروداني»، الواقعة في منطقة «عين السبع» المهمشة واستبداله بالتوقيت العادي، واتهمن المشرفين على قطاع التعليم بسوء تدبير الزمن المدرسي وإهمال مصالح أبنائهن وعدم مراعاة الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية المتردية التي ترزح تحتها أسر التلاميذ المتحدرين من وسط قروي وتهميش المؤسسة التعليمية، التي قلن إنها تعرف ترديا في مرافقها وزحفا مخيفا للقمل على أقسامها وطالبن بإيفاد لجن طبية إلى المدرسة، للوقوف على حجم معاناة أبنائهن مع العديد من الأمراض. وقالت الأمهات، في تصريحات متطابقة ل«المساء»، إن هذه المدرسة تعرف ارتفاعا خطيرا في نسب الهدر المدرسي وفي الغياب وأوضحن أن العديد من التلاميذ أنهكهم الذهاب والإياب أربع مرات في اليوم إلى المدرسة، فقرروا الانقطاع المؤقت عن الدراسة، خاصة مع سوء أحوال الطقس، حيث إن معظمهم يقطنون في مناطق نائية تبعد عن المدرسة بنحو 4 كيلومترات وتفتقد إلى أبسط مقومات العيش الكريم. وقد هددت المتظاهرات بخوض أشكال نضالية تصعيدية، في حالة عدم الاستجابة لمطالبهن، خاصة أن الأضرار الناجمة عن العمل بالتوقيت العادي استفحلت، حسب قولهن، بشكل خطير، سواء بالنسبة إليهن، حيث يحرمهن هذا التوقيت من العمل لإعانة رب الأسرة على تكاليف الحياة، أو بالنسبة إلى أطفالهن، الذين أضحوا عرضة لتهديدات المنحرفين أثناء خروجهم من المدرسة في الفترة المسائية، إلى درجة أن إحدى التلميذات لا يتجاوز عمرها 12 سنة، تضيف إحداهن، تعرضت منذ شهر تقريبا لمحاولة اغتصاب في غابة مجاورة، لاسيما في ظل غياب الإنارة العمومية وانعدام دوريات الأمن وندرة وسائل النقل العمومي.