أثارت الأرقام التي كشف عنها المكتب الوطني المغربي للسياحة، مؤخرا، تخوفات المهنيين في قطاع السياحة في مدينة مراكش من عدم تسجيل نسبة ملأ مهمة خلال عطلة أعياد الميلاد المسيحي ونهاية السنة التي تمتد عادة من 18 دجنبر إلى ال3 من يناير من كل سنة، وهي الفترة التي تصادف العطلة الدراسية في فرنسا وعموم أوربا، كما تصادف ازدياد الطلب على وجهة مراكش من قبل المغاربة والأجانب والسياح العرب. ويرى مراقبون في القطاع السياحي أن أغلب أرباب الفنادق والمطاعم في مدينة مراكش يعولون على عطلة نهاية السنة لسد العجز الذي سُجِّل خلال سنة 2010، من خلال ركود الحركة السياحية في المدينة الحمراء، في ارتباط بعوامل الأزمة الاقتصادية الأوربية، في وقت يشدد خبراء المكتب الوطني المغربي للسياحة على أن نهاية سنة 2010 لن تعرف تسجيل رقم 10 ملايين سائح، كما كان الرهان على ذلك منذ 10 سنوات. ويُنتظَر أن تعرف مراكش، خلال الأيام القليلة المقبلة، تسجيل ارتفاع في عدد ليالي المبيت وفي أعداد السياح الوافدين، بنسبة 10 في المائة، حسب توقعات المكتب الوطني المغربي للسياحة، الذي يربط ذلك باحتفالات رأس السنة الجديدة، في حين لن تعرف الفنادق المراكشية نسبة ملء تتجاوز 50 في المائة، أي بمعدل ارتفاع طفيف، بثلاث نقط بالمقارنة مع سنة 2009. واستنادا إلى نفس الأرقام وإلى توقعات المكتب الوطني المغربي للسياحة، فإن مراكش، التي تتوفر على 50 ألف سرير، تظل مهددة في نهاية السنة بأن تبقى لدى فنادقها قرابة 25 ألف سرير فارغة، وهو المعطى الذي يخيف حاليا المهنيين ويُرجعه البعض إلى تحول مراكش في السنين الأخيرة إلى وجهة سياحية فاخرة تستقطب المشاهير والأغنياء أكثر من السياح متوسطي الدخل، الذين كانوا الزبائن التقليديين والتاريخيين للمدينة الحمراء. إلى ذلك، تشير معطيات ميدانية أخرى أن اضطرابات أحوال الطقس في المطارات الأوربية والأزمة الاقتصادية وغلاء وجهة مراكش السياحية، بالمقارنة مع وجهات سياحية عالمية... كلها أمور ستساعد في تقلص حجم تدفق السياح على المدينة الحمراء، في الوقت الذي يراهن عدد كبير من أرباب الفنادق والمطاعم على السياح المغاربة والعرب لتعويض هذا النقص، الذي يُنتظَر تسجيله في نسبة ملء الفنادق. وقال مهنيون، في اتصال ل«لمساء» بهم، إن عهد امتلاء فنادق مراكش عن آخرها في الأعوام السابقة بمناسبة عطلة نهاية السنة أمر انتهى، وربط أغلبهم ذلك بكون عطلة نهاية السنة في المغرب كانت تتزامن مع العطلة الدراسية التي كانت تشجع السياحة الداخلية وتنعش السوق السياحية المحلية، مضيفين أن غلاء الأسعار في مراكش من أسباب «ابتعاد» عدد كبير من الأسر المغربية والأوربية عن المدينة الحمراء، مفضلة وجهات سياحية أخرى أقلَّ كلفة.