اتهمت أسرة من مدينة برشيد مستشفى الحسن الثاني بمدينة سطات بالتسبب في وفاة جنين، وفي إصابة الأم الشابة بمضاعفات أدت إلى تدهور صحتها الجسدية والنفسية نتيجة الإهمال والتقصير. وطالب الزوج بفتح تحقيق عاجل للوقوف على الاختلالات التي كانت وراء فقدان الجنين، ومعاينة حالة الأم المكلومة، التي عبرت في تصريح ل«المساء» عن حزنها العميق بسبب فقدانها جنينها الأول، بسبب الإهمال الذي لاقته داخل قسم الولادة بالمستشفى. وعن تفاصيل الحادثة، أفاد رشيد حبيبي (30 سنة) أنه أدخل زوجته مينة الخياطي (22 سنة) التي فاجأها المخاض إلى مستشفى الرازي بمدينة برشيد بعد زوال يوم التاسع من دجنبر الجاري، وبقيت هناك إلى أن قاربت الساعة السادسة مساء، دون أن تقدم لها أي مساعدات، حيث طلب منه المسؤولون بالمستشفى نقل زوجته إلى مستشفى الحسن الثاني بسطات بدعوى عدم توفر المستشفى على جهاز(venteuse) يستعمل في عملية التوليد، وهو الأمر الذي قام به دون تأخر، حيث أدخل زوجته في حدود الساعة السابعة مساء إلى مستشفى الحسن الثاني بسطات، وهي في حالة صحية جيدة، دون أن تظهر عليها أي مضاعفات، إذ تم استقبالها في القسم المختص بالولادة، وهيئ لها سرير إلى حين الشروع في عملية التوليد، التي كان من المفترض أن تكون في الساعة الحادية عشرة ليلا حسب ما قيل للزوج داخل المستشفى. وأكدت الزوجة أنه حين اشتد بها المخاض بدأت بالصراخ والمناداة على الممرضة التي كانت مستغرقة في النوم، في الوقت الذي كان يجب أن تتم فيه عملية توليدها، غير أن الممرضة، تقول مينة الخياطي، أمطرتها بوابل من السب والشتم كي تكف عن إزعاجها، قبل أن تعود لإتمام نومها، وتتركها في مواجهة آلامها. بقيت الزوجة الشابة على ذلك الحال إلى غاية السابعة صباحا، حيث أدخلتها الممرضة إلى قاعة التوليد، بعد أن سلمتها مبلغ مائة درهم، غير أن المفاجأة كانت بتلقي الزوجة خبر وفاة جنينها الذي كانت تحس بحركاته داخل بطنها، قُبيل نقلها إلى قاعة العمليات. أعادت الممرضة المبلغ المذكور للأم المصدومة، ثم نزعت وزرتها واختفت. لم يتم توليد مينة الخياطي إلى غاية الساعة الحادية عشرة صباحا، وهو ما زاد من تأزيم حالتها النفسية. ومكثت الأم في المستشفى ثلاثة أيام بعد ذلك، دون أن تخضع للمراقبة من قِبل الطبيب المسؤول، ودون أن يجرى لها أي نوع من الفحوصات، بل لم تحظ حتى بوصفة دواء من شأنها تهدئة الآلام التي كانت تحس بها لأن عملية الولادة لم تكن بشكل طبيعي، وهو الأمر الذي لم يُخبر به زوجها ووفقاً لتقارير المصحة، التي كانت تتابع فيها مينة الخياطي الحالة الصحية لجنينها بمدينة برشيد، والتي تتوفر «المساء» على نسخ منها، فإن الأم وجنينها لم يكن أي منهما يعاني من أي مشكل صحي طيلة فترة الحمل.