أنهى حزب النهضة والتكتل الإسباني، ذو المرجعية الإسلامية، الذي تأسس حديثا في إسبانيا، الملتقى الوطني الأول الذي استمر ثلاثة أيام، وانصب حول تعيين المندوبين الجهويين للحزب ووضع البرنامج السياسي الذي سيشارك على ضوئه في الانتخابات الجماعية التي ستنظم في شهر ماي المقبل. وعقد هذا الملتقى في الوقت الذي كان هذا الحزب قد أثار جدلا في الأوساط السياسية الإسبانية بسبب مرجعيته الإسلامية، منذ تسجيله في قائمة الأحزاب السياسية الإسبانية في يوليوز من العام الماضي بعد حصوله على الترخيص القانوني. وقال رئيس الحزب مصطفى بقاش في تصريحات ل«المساء» إن الملتقى الوطني الأول تطرق على مدى يوم كامل لمناقشة مرجعية الحزب من أجل محو الصورة التي تشكلت عنه في وسائل الإعلام الإسبانية، مضيفا بأن حزب النهضة والتكتل الإسباني ليس حزبا إسلاميا دينيا ولكنه حزب ذو مرجعية إسلامية، وهو منفتح على جميع الأقليات والأعراق الموجودة فوق التراب الإسباني. وبخصوص ما كتب عن الحزب في بعض الصحف الإسبانية، قال بقاش إن جميع الأوصاف والنعوت التي ألصقت بالحزب غير صحيحة وترمي فقط إلى المساس بمصداقيته عبر الترويج للخطر الذي يشكله باعتباره حزبا ذا مرجعية إسلامية. وأكد بقاش، بخصوص التمويل المالي للحزب، أن الملتقى الوطني الأول ناقش هذه القضية وقرر أن يكون التمويل ذاتيا من لدن أبناء الحزب والمتعاطفين معه، نافيا أن تكون هناك «أي يد خفية لجهات مغربية من أجل تمويله»، حسبما نشرت بعض الصحف الإسبانية لاحقا لإظهار الحزب وكأنه موال للمغرب، وفق قول بقاش، الذي أضاف أن الحزب يسعى إلى عقد مؤتمر دولي لجميع الأحزاب ذات المرجعية الإسلامية في العالم، وخصوصا في أوروبا من أجل «تبادل الخبرات والتنسيق والتعاون». من ناحيته، قال مانويل بوخيرو، العضو المؤسس للحزب والمنسق الوطني له، إن برنامج حزب النهضة والتكتل الإسباني هو الاهتمام بالمهاجرين والأقليات الموجودة في إسبانيا من أجل اقتراح الحلول المناسبة لمشكلاتهم. وأوضح أن سياسة الحزب لا ترتكز على الإدماج كوسيلة لحل مشكلة الهجرة، وإنما على التعايش والتسامح. وبخصوص مشاركة الحزب في الانتخابات المقبلة، قال بوخيرو إن الحزب سوف يشارك لكنه يدرك سلفا أنه سيحصد نتائج ضعيفة لكونه غير معروف اليوم بما فيه الكفاية. وحول موقف الجمعيات الإسلامية في إسبانيا من المكون السياسي الجديد، قال بوخيرو: «ليست مع وليست ضد، لكنها تتابع لترى ماذا سيحصل في المستقبل». وكانت وزارة الداخلية الإسبانية قد أبدت انشغالا كبيرا بحزب النهضة والتكتل الإسباني إثر الإعلان عن تأسيسه في العام الماضي بسبب مرجعيته الإسلامية واحتمال حصوله على أصوات الناخبين المسلمين في البلاد. وأعلن الحزب أنه سوف يتقدم للانتخابات الجماعية في سبتةالمحتلة وبعض الدوائر في إقليم الباسك وأستورياس ومورسية وغرناطة وقادس وطليطلة، وأنه يدرس حاليا إمكانية المشاركة في برشلونة وخيرونا وبلنسية.