اشتكى فاعلون جمعويون محليون يشتغلون في حقل حماية المحيط الحيوي لشجرة الأركان بإقليم تيزنيت وجهة سوس ماسة درعة، من السماح للرعاة الرحل باستباحة غابات الأركان أمام مرآى ومسمع السلطات الوصية والمعنية، وضدا على رغبات السكان المحليين الذين يعولون على الشجرة كثيرا ويحمونها من كافة الأمور المسيئة لها على مدار السنة، وقالوا أن الشجرة تتعرض لإتلاف مقصود وآخر غير مقصود، كما تعرضت خلال السنة الماضية لعدة حرائق خاصة في المناطق التي شملتها عملية التخليف. وطالب المشاركون في اللقاء التكويني حول التدبير المستدام لشجرة الأركان، الذي دعت إليه شبكة جمعيات محميات أركان للمحيط الحيوي بإقليم تيزنيت، بتضافر جهود الجميع للحد من الرعي الجائر، وقالوا إن فئة الرحل التي يصعب التعامل معها، تتسبب في أضرار كبيرة للشجرة، وتؤدي إلى تدهور الغطاء النباتي، كما طالبوا بتنظيم المراعي في مواسم الجفاف، وضرورة اعتماد السلطات الوصية على المقاربة التشاركية مع ذوي الحقوق حول مصير الأراضي المهددة بالترمل على المديين القريب والمتوسط، والتركيز على الدور الحيوي لمؤسسات الدولة في محاربة ظاهرة التصحر، كما دعوا إلى تشجيع الجمعيات على إنجاز مشاريع التخليف، وحث الفاعلين فيها على اتباع المساطر المؤدية إلى الاستفادة من التعويضات التي ينص عليها القانون الصادر منذ سنة 2004، والبالغة 350.00 درهماً للهكتار الواحد في كل 100 هكتار، وذلك لمدة زمنية تصل إلى 10 سنوات على الأكثر. وشدد المتحدثون على ضرورة تنظيم دورات تكوينية داخل الدواوير والمداشر القروية لتعميم الاستفادة وتقوية التواصل مع الساكنة المحلية، والتعريف بمختلف الفرص المتاحة للتدبير العقلاني للموارد الطبيعية والغابوية (المعدر الكبير وأكلو نموذجا)، كما طالبوا بتعميم الأبحاث العلمية على عموم الساكنة والتعريف بالأصناف المتنوعة والجيدة لشجرة الأركان، وتشجيع التخليف الاصطناعي مع تعميم تقنيات التخليف، مشددين على ضرورة قيام مصالح المياه والغابات بحفر الآبار والتفكير في أشكال ناجعة لاستغلال الموارد المائية الممكنة لسقي غابات الأركان، مع تعميق الحوار والتنسيق معها في التأسيس لعلاقة جديدة مع السكان تكون مبنية على الشراكات والتعاقدات الواضحة، علاوة على جعل شبكة جمعيات محمية أركان للمحيط الحيوي منسقا بين الجمعيات المنخرطة لتنظيم لقاءات تواصلية مع مختلف الشركاء والمصالح المعنية بتخليف الأركان. كما تطرق المجتمعون إلى مشكل تسويق شتائل الخروب، وإلى مسألة منافسة مصالح المياه والغابات التي توزع الشتائل بالمجان، وضعف تقنيات الإنتاج والتسويق، زيادة على مشكل المياه التي تعرف ببعض المناطق ارتفاعاً في درجة الملوحة بالمياه الجوفية، زيادة على ضعف الجانب التأطيري والمتابعة التقنية للمشاريع على الأرض، وعدم التمكن من أنواع وأصناف الخروب والمواصفات المطلوبة في السوق، ومن تقنيات التطعيم وإنتاج أجود الأصناف، كما انتقدوا عدم وجود مؤسسة مؤهلة للتسويق (كتعاونية معترف بها لإنتاج الشتائل...)، وطالبوا بتشجيع زراعة الخروب والبحث عن أسواق محلية مع المشاركة في المعارض، مشددين على ضرورة التحسيس بوجود مشتل الخروب بالمنطقة والتعريف به وبمنتوجاته، مع إدماج المشتل ضمن المسارات السياحية للمنطقة، والبحث عن شركاء للدعم التقني والتأطير المؤسساتي لتطوير المنتوجات والبحث عن أسواق جديدة.