كشفت مصادر جد مقربة من العربي الصباري الحسني، والي آسفي المحال على التقاعد، أن الوالي غادر زوال يوم الجمعة المنصرم مدينة آسفي سرا، وأنه رفض أن يقام له حفل وداع كما هي العادة، وأنه لم يخبر حتى أقرب مقربيه بقرار مغادرته المدينة بعد أن ترك أمورها في يد الكاتب العام للعمالة. و تشير مصادرنا إلى أن خبر مغادرة الوالي الصباري مدينة آسفي في اتجاه حي السويسي بالرباط، حيث مقر سكنه الخاص، لم يكن في علم حتى كبار المسؤولين في المدينة، بمن فيهم كبار رجال السلطة، وأن الوالي الصباري اختار وأصر، حسب مقربين منه، أن تكون مغادرته المدينة بدون ضوضاء وبدون شكليات الوداع. ويأتي قرار الوالي الصباري مغادرة المدينة بهذه الطريقة بعد انصرام 15 يوما على إحالته على التقاعد وتعيين محمد جلموس خلفا له، غير أن مصدرا جد مقرب من الوالي الصباري أسر ل«المساء» أن عدم تحديد تاريخ معين لحفل تسليم السلط بين الصباري و جلموس و بقاء الأخير رهن إشارة اللجنة البرلمانية لتقصي الحقائق في أحداث العيون مسألة عجلت بقرار الوالي الصباري بمغادرة آسفي وترك شؤونها في يد الكاتب العام للعمالة حتى التحاق والي جهة عبدة دكالة عامل إقليمآسفي الجديد بمنصبه. وكشف نفس المصدر المقرب جدا من الوالي الصباري أن الأخير قام في الأشهر الأخيرة التي استبقت إحالته على التقاعد بمحاولات كبيرة لدى كبار مسؤولي الإدارة الترابية بوزارة الداخلية من أجل تمكينه من فترة تمديد تمتد إلى سنتين في منصبه كوال لجهة عبدة دكالة وعامل إقليمآسفي، وهي المحاولات التي لم تأت بنتيجة، حسب مصدرنا، لكونها جاءت مغايرة لرغبة وزارة الداخلية في إعطاء دينامية جديدة لعمل الولاة، ولكون التمديد الذي كان يرغب فيه الوالي الصباري كان سينتهي باستنفاده 10 سنوات على رأس ولاية آسفي. وأكد نفس المصدر أن الوالي الصباري غادر آسفي و هو في حالة نفسية جد صعبة، وأنه رفض حتى في الساعات الأخيرة و الأيام التي استبقت مغادرته المدينة مقابلة مقربين منه. و يشير المصدر ذاته إلى أن الوالي لم يتقبل إحالته على التقاعد في وقت تم فيه إلحاق عدد كبير من الولاة بالإدارة الترابية ممن لم يعينوا على رأس ولايات جديدة، وأنه كان ينتظر تمديد فترة تعيينه على رأس ولاية آسفي أو إلحاقه بالإدارة المركزية، و أنه لم يكن ينتظر قط إحالته على التقاعد بدون مهمة. إلى ذلك، لازال الغموض يلف مسألة توقيت التحاق الوالي جلموس بمنصبه الجديد بآسفي. كما أن الرأي العام المحلي بآسفي لازال يطرح تساؤلات كبيرة حول مصير عدد من الملفات المعلقة و حول مصير المدينة التي تعرف استثناء وطنيا في تعيين وال جديد عليها دون أن يلتحق بمنصبه حتى الآن بعد مرور 20 يوما على تعيينه، في وقت غادر والي آسفي السابق مكتبه بعد أن ترك شؤون المدينة مؤقتا في يد الكاتب العام للعمالة.