استنفر حريق مهول شب في قاعة العمليات بمصحة «الكوثر» بأحد الأحياء الراقية وسط مدينة فاس جميع الأجهزة الأمنية بالمدينة، في وقت مبكر من صباح أمس الأحد، تدخل على إثره ما يقرب من 50 فردا من الوقاية المدنية، مستعملين سبع سيارات إسعاف وشاحنتي إطفاء لإنقاذ حياة حوالي 19 شخصا، ضمنهم مرضى وممرضون ومستخدمون، تم نقلهم إلى قسم المستعجلات بالمستشفى الجامعي الحسن الثاني لتلقي العلاجات اللازمة، وسط ذعر شديد حل بأسر المصابين، التي تقاطرت على المستشفى للاطمئنان على الأوضاع الصحية لأقربائها، الذين دخلوا إلى المصحة للتطبيب قبل أن يصادفوا حريقا رهيبا عقد من أوضاعهم. وفي الوقت الذي غادر حوالي أربعة أشخاص المستشفى بعد تحسن حالتهم الصحية، أبقي على طفل لم يتجاوز السنة الأولى في عمره، وسيدة حديثة العهد بالولادة رفقة رضيعتها، تحت العناية المركزة بقسم الطفل والأم بالمستشفى الجامعي. وتم توزيع المصابين، الذين يتحدرون من مدن مختلفة، منها الرشيدية والصويرة وصفرو وفاس وتازة، ومنهم أطفال ورضع ومسنون ونساء، على عدة أقسام، منها قسم جراحة القلب والشرايين وقسم جراحة العظام وجناح الأم والطفل. وسجل على أن بعض المصابين كانوا حديثي العهد بعمليات جراحية بالمصحة ذاتها. وتجهل الأسباب الحقيقية لاندلاع هذا الحريق، الذي خلف ذعرا كبيرا في صفوف الموجودين بالمصحة والمارة وفي صفوف ساكنة حي شارع محمد الفاسي بمنطقة طريق إموزار. وإلى جانب عناصر الشرطة العلمية، حلت بالمصحة عناصر الشرطة القضائية، تحت إشراف رئيس هذه المصلحة، لمعاينة الحادث الذي تقول بعض الإشاعات إن أسبابه تعود إلى تماس كهربائي.