سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
عصابة قتلت عنصرا من عصابة أخرى بعد اختطاف أخيه وتعذيبه ومحاولة الاعتداء عليه جنسيا جريمة روعت سكان برشيد طرفاها عصابتان متخصصتان في الاتجار في المخدرات
بتاريخ 23 ماي 2008 ، نصبت مجموعة «دانون» فخا للمسمى (ع.ع) الذي كان على متن سيارة (ب.م) مع صديقه (خ.ش)، قرب مقهى شهرزاد بمدينة برشيد، حيث تمت محاصرتهما بواسطة ثلاث سيارات، فتمكن صديقه من الفرار، فيما تم الإمساك بعزيز، واعتدى عليه أفراد العصابة بالضرب والجرح بواسطة السيوف والعصي ثم وضعوه في الصندوق الخلفي لإحدى السيارات وتوجهوا إلى دوار أولاد حجاج حيث احتجزوه هناك وتابعوا اعتداءهم عليه، وأزالوا سرواله وحاولوا أن يعتدوا عليه جنسيا إلا أنهم عدلوا عن ذلك لما شاهدوا الغائط على مخرجه بسبب عملية التعذيب الذي تعرض له. عندما بلغ خبر الاختطاف إلى شقيق الضحية، عبد الرحيم، جمع بدوره أفراد عصابته وركب سيارة أخيه وحملوا أسلحة بيضاء وتوجهوا إلى دوار أولاد حجاج، كما قام خاله بدوره بجمع عدد من الأشخاص على متن سيارة أخرى، وتوجهوا إلى نفس الدوار، حيث دخل الجميع في عراك نتج عنه موت الهالك عبد الرحيم العماري، وإصابة شقيقيه إصابات بليغة وفور علم الجناة بوفاة عبد الرحيم لاذوا بالفرار إلى وجهة مجهولة. بعد هذا الحادث الأليم تم التحقيق في ملابسات الحادث، لتهتدي عناصر الشرطة القضائية في الأخير إلى مخبأ مجموعة أولاد حجاج بعد أن اكتشفت أنهم لجؤوا إلى شقة بحي بدر قرب سوق مرجان عين السبع مجموعة الضحى بالدار البيضاء، ولما طرقت عناصر الشرطة الباب استقبلهما (ع.د) فألقت القبض عليه كما ألقت القبض على باقي أفراد العصابة، وبعد عملية التفتيش حجزت عدة هواتف محمولة وأوراق سيارة ومبلغا ماليا قدره 70125 درهما، ثم التحقت الشرطة بعد ذلك، وبإرشاد من المتهم، بشقته الكائنة بالمعاريف وبعد إجراء التفتيش تم حجز سيف ومدية أكد المتهم أنه استعملهما في اعتدائه الشنيع على الضحية، كما تم حجز سيارة رمادية اللون، في ملكية المتهم، وضبطت في صندوقها سيفا وهراوة وعصا حديدية. بعد ذلك انتقلت عناصر الشرطة إلى مدينة برشيد ليتم القبض على عناصر أخرى من أفراد العصابة، وتوجهت إلى ناحية عين الضربان وحجزت سيارة أخرى. استدعاء أولاد النعانعي استدعت عناصر الضابطة القضائية أولاد النعانعي، وبعد عملية التفتيش تم حجز مجموعة من الهواتف النقالة وسيارتين كما تم حجز سيارة أخرى، والتي تبين بعد التحقيق أنها استعملت في نقل الأشخاص التابعية لمجموعة أولاد النعانعي إلى دوار أولاد حجاج، كما تم حجز سيارة أخرى في ملكية المتهم عبد الحق العماري. وبإرشاد من (ع.ع) انتقلت عناصر الشرطة إلى ضيعة بزاوية سيدي أحمد بن إدريس، حيث تم حجز ثلاث سيارات ووجدت داخل إحداهن سيفا وسكينا متوسط الحجم. الاستماع إلى المتهم الرئيسي فتحت الضابطة القضائية تحقيقا في الحادث، وتم الاستماع إلى (ع.د) الذي أفاد بأنه يبيع المخدرات مند حوالي 13 سنة، وذلك بمساعدة إخوته، وأشخاص آخرين، موضحا أنه كان يتنقل على متن سيارة، وقد حدث أن كان هو وأخوه ضيفين على المتهم عزيز العماري بحانة بعين الذئاب بالدار البيضاء، وبعد نهاية حفل العشاء صدرت من هذا الأخير بعض التصرفات التي تفيد بأنه ينوي التبليغ عنهما، فنتج عن ذلك توتر في علاقتهما وأصبح كل طرف يتحين الفرصة للنيل من الآخر، وامتد هذا الصراع إلى النشاط الإجرامي، إذ أصبح هو ومجموعته يتاجرون في الخمور بمدينة برشيد والنواحي في حين مارس الطرف الآخر التجارة في المخدرات، فانعكس ذلك سلبا على الدخل المادي لكل مجموعة. وحسب إفادة المتهم (ع. د) فإن عملية الاختطاف جاءت بعد أن أقدم خصومه على إيقاف سيارة محملة بالخمور يسوقها أحد أتباعه اللذي تم اعتقاله، وهو الأمر الذي حز في نفسه وفكر في وسيلة للرد بعنف . إفادة أخ الهالك أفاد عزيز العامري، وهو أخ الضحية بأنه كان ضحية اختطاف من طرف مجموعة أولاد حجاج، والذين اعتدوا عليه بالضرب والتعذيب، وأضاف بأنه توقف عن الاتجار في الخمور ونفى فعل الاتجار في المخدرات، وأنه لم يعلم بوفاة أخيه وبالأشخاص الذين تعقبوه إلى دوار أولاد حجاج إلا عندما استرد وعيه في المستشفى، وأنه لم يمض على خروجه من السجن سوى شهر واحد بعد إدانته أربع مرات من أجل الاتجار في المخدرات. وهو الأمر الذي نفاه المتهم عزيز.د جملة وتفصيلا. وأوضح أن اعترافه التمهيدي قد انتزع منه. إحالة المتهمين على القضاء بعد استكمالها للتحقيق أحالت الضابطة القضائية للأمن الولائي بسطات، بتعاون مع الفرقة الوطنية للشرطة القضائية صبيحة 13/06/2008 المعتقلين على ذمة الجريمة الشنعاء التي هزت مدينة برشيد والتي راح ضحيتها المسمى عبد الرحيم العامري، على إثر شجار دار بين قطبين من أباطرة المخدرات بالمدينة والملقبين بأولاد النعانعي وأولاد حجاج، وقد بلغ عدد المقدمين على أنظار الوكيل العام بمحكمة الاستئناف بسطات 25معتقلا، وقد تعددت التهم ما بين القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد، والاتجار في الخمور بدون ترخيص، وترويج المخدرات والأقراص المهلوسة، والسرقة الموصوفة، والاختطاف والاغتصاب . الحكم على المتهمين وسط حضور جماهيري وأمني مكثفين أسدلت المحكمة الاستئنافية بسطات الستار على قضية عصابتي مدينة برشيد، حيث قضت باثنتي عشرة سنة حبسا نافذا في حق ثلاثة متهمين، وعشر سنوات لكل واحد من مجموعة(ع.د) وسنة حبسا نافدا لكل من (ب.ق) ،(ب.م) و(ع.د) وسنة واحدة في حق الإخوة العماري وستة أشهر لأحد المتهمين والبراءة للآخرين. و تضمنت الأحكام الصادرة أيضا في حق المجموعتين (أولاد النعانعي /أولاد حجاج) غرامة مالية لصالح إدارة الجمارك قدرها 9402000 درهما تضامنا ضد ستة متهمين و وبغرامة مالية أخرى قدرها 108400 درهم ضد متهم واحد. كما قضت غرفة الجنايات درجالمبالغ المالية المحجوزة و كذا الهواتف المحمولة لفائدة الجمارك. وقد خلفت هذه الجرائم حالة من الرعب والذعر في صفوف ساكنة مدينة برشيد جراء توالي الأحداث الإجرامية التي كانت وراءها عصابتان تنافستا في ما بينهما داخل المدينة من أجل احتكار نشاط ترويج الخمور بدون رخصة والاتجار غير المشروع في المخدرات، مما أدى إلى حدوث عدة اصطدامات، استعملت خلالها شتى أنواع العنف والإيذاء الجسدي، والاعتماد على مختلف أنواع الأسلحة البيضاء وإلحاق خسائر مادية بسيارات طرفي النزاع. وقد تم مؤخرا إدراج الملف من جديد أمام استئنافية سطات بعد أن تم الطعن في الأحكام سالفة الذكر.