كشفت مصادر مطلعة عن معطيات جديدة بخصوص خلفيات العدول عن قرار تعيين بادو الزاكي مدربا للمنتخب الوطني لكرة القدم بعدما كان الأوفر حظا لتولي هذه المهمة خلفا للفرنسي المقال هنري ميشيل. وأوضحت المصادر نفسها أن سبب رفض تعيين الزاكي مدربا للمنتخب هو أن مسؤولين في الجامعة اتهموه ب«الخيانة» على خلفية مباراة المنتخب الوطني وليبيا في نهائيات كأس إفريقيا للأمم التي احتضنتها مصر سنة 2006، وانتهت بالتعادل السلبي بين الفريقين. ونسبة إلى المصادر ذاتها، فإن المسؤولين أنفسهم أبلغوا الجنرال بنسليمان ب«أن الزاكي جالس مدرب المنتخب الليبي قبل المباراة وقدم له مجموعة من المعلومات بخصوص نقط قوة وضعف المنتخب الوطني الذي كان يشرف على تدريبه امحمد فاخر»، علما بأن الاتحاد الليبي كان في الفترة نفسها يجري مفاوضات مع الزاكي ليتولى تدريب منتخبه الوطني. وزادت المصادر أنه حينما وجدت الجامعة نفسها ملزمة بتعيين الزاكي مدربا للمنتخب الوطني، فإن بنسليمان دخل على الخط وشرح للجهات التي طالبت بتعيينه ما قام به الزاكي بخصوص ما اعتبره تسريبا لمعلومات عن المنتخب الوطني في نهائيات كأس إفريقيا بمصر حول نقط ضعفه. وتابعت المصادر قولها أن تدخل بنسليمان كان منعرجا مهما في إحداث تحول في اختيار مدرب المنتخب وإسناد المهمة للفرنسي روجي لومير. من جانبه قال بادو الزاكي في اتصال أجرته معه «المساء» إنه لا يمكن أن يكون خائنا لوطنه مشيرا إلى أنه لم يجالس نهائيا مدرب المنتخب الليبي، وقال «لم ألتق مدرب المنتخب الليبي، وكل ما حصل أنه بين شوطي مباراة المغرب مع الكوت ديفوار أو مصر، لا أتذكر بالتحديد أي مباراة، أخبرني كريم العالم الذي كان عضوا جامعيا بأن علي الجعفري رئيس الاتحاد الليبي يود لقائي، فالتقيت به لمدة لم تتجاوز الخمس دقائق سألني بعدها إن كانت لدي الرغبة لتدريب المنتخب الليبي فتبادلنا أرقام هواتفنا». وتابع «هل يعقل أن أكشف نقط ضعف وقوة المنتخب الوطني لمدرب آخر، هذا الأمر لا يمكن أن أقوم به على الإطلاق لأنه ليس من أخلاقي، كما أن مدرب المنتخب الليبي لا يمكن أن يعول على معلوماتي ليواجه المغرب، فلكل منتخب طاقمه التقني الذي يتابع بقية المنتخبات التي سيواجهها». واعتبر الزاكي هذا الأمر بأنه عار عن الصحة، وأن من صدقه يجب أن يرحل عن الجامعة، مشيرا إلى أنه كان من المفروض أن يتم الاستماع إليه واخذ وجهة نظره في الموضوع. وقال الزاكي «إن مثل هذه الأمور تسيء لكرة القدم الوطنية». وأكد أنه لازال مقتنعا بأن بعض وسائل الإعلام هي التي ساهمت في إلغاء قرار تعيينه مدربا للمنتخب عندما فبرك بعضها حوارات معه، وأنه لو كان مكان الجنرال بنسليمان لاتخذ القرار نفسه، سيما أنها صورته كما لو أنه فرض على الجامعة.