أشرف وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية السيد أحمد التوفيق, اليوم الجمعة بعمالة إقليم الفقيه بن صالح, على حفل تنصيب رئيس وأعضاء المجلس العلمي المحلي لهذا الإقليم الفتي. وأكد السيد التوفيق, في كلمة بالمناسبة, أن من الصفات الأساسية التي يجب أن تتوفر في المواطنين الذين يتم اختيارهم ليكونوا أعضاء في المجالس العلمية المحلية تشبثهم بالسلوك الحسن, قولا وفعلا, والتزامهم بثوابت ومقومات الأمة, فضلا عن تكوينهم المعرفي بشؤون الدين للانتفاع به. وشدد الوزير على أنه يتعين على العلماء والأئمة أن يكونوا نبراسا في السلوك القويم وقدوة في العمل الجاد لتبصير الناس بكل ما يفيدهم في دنياهم وآخرتهم. وأشار إلى أن المغرب حباه الله سبحانه وتعالى بفضائل كثيرة, فوجب على أهلها المحافظة عليها ومن بينها إمارة المؤمنين التي تقوم بأمر شرعي واحد يتمثل في العمل على قضاء حاحيات العباد وضمان أمنهم دينيا ودنيويا, استنادا إلى مبدأ البيعة القائمة بين أمير المؤمنين ورعاياه في مختلف أنحاء البلاد. وذكر أن تنصيب رئيس وأعضاء المجلس العلمي المحلي للفقيه بن صالح, جاء بعد إحداث هذا الإقليم الفتي, لينهض علماء هذه المنطقة برسالتهم في تنوير المواطنين بشؤونهم الدينية ومعاملاتهم الدنيوية, داعيا أعضاء المجلس إلى التقرب من المواطنين ومساعدتهم على القيام بأعمال الخير والتصدي بقوة لكل أشكال الانحراف عن الطريق السوي خاصة في أوساط الشباب. وأكد أن إنشاء المجالس العلمية المحلية ليس بدعة جديدة بقدر ما هي إحياء لمشيخة العلماء التي كان يتواجد بها في كل عصر من العصور السابقة, ومنذ عهد الرسول محمد صلى الله عليه وسلم, علماء وأئمة يفتون الناس في أمورهم الدينية والدنيوية لما فيه صالح الأمة حاضرا ومستقبلا. من جهته, أكد الكاتب العام للمجلس العلمي الأعلى السيد محمد يسف أن إحداث المجالس العلمية ضرورة ملحة لتأطير الأئمة والعلماء لجعلهم قادرين على القيام بمهامهم على أحسن وجه, وحماية المساجد التي اضطلعت عبر التاريخ بدور ديني واجتماعي. وأوضح السيد يسف, في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء, أن أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس قرر إعادة تهيئة الوظيفة الدينية بإعطاء الأئمة كل الوسائل والآليات التي تجعلهم قادرين على القيام بمهمة الإمامة وخدمة الجماعة في كل ما يتعلق بحياتها الدينية والاجتماعية والتقرب من المواطنين وتفقيههم في شؤون دينهم حتى لا يخرجوا عن ثوابت الأمة وعن القيم التي أجمع عليها أهل السنة والجماعة. وفي ختام هذا الحفل, الذي حضره والي جهة تادلة-أزيلال عامل إقليمبني ملال السيد محمد دردوري وعامل إقليم الفقيه بن صالح السيد نور الدين أوعبو والمنتخبون والعلماء والأئمة, هنأ الوزير رئيس المجلس السيد منصور حيرث وبقية أعضاء المجلس (سبعة أعضاء من بينهم سيدتان) على الثقة التي وضعت فيهم باختيارهم في عضوية المجلس, متمنيا أن يكونوا عند حسن الظن, كما دعاهم إلى التعاون مع مختلف الأجهزة الإدارية ومع مختلف التنظيمات لما فيه ساكنة المنطقة.