حسب العرف والتقاليد في مجتمعنا, فإن الرجل هو الذي يبادر بطلب الفتاة للزواج، لكن ماذا لو حدث العكس وقامت الفتاة بالتلميح للرجل برغبتها في الزواج منه، هل يعتبر ذلك تقليلا من شأنها? أم على العكس سيجعلها لا تفلت فرصة الزواج ممن رأت فيه مواصفات رجل المستقبل.
- للنساء رأي «هذا أسلوب يقلل من قيمة المرأة» لا ترى «فاطمة، موظفة«مانعا في أن تقوم الفتاة بالخطبة لنفسها وتشرح الأمر قائلة: «إذا ما وجدت الفتاة في شخص تعرفه عن قرب فارس أحلامها الذي ستعيش معه حياة سعيدة فلا مانع أن تلمح له برغبتها في الارتباط به، كأن تعطيه إشارات قوية بأنها ترغب فيه زوجا لها دون مبالغة وخروج عن الآداب أو تلجأ إلى صديقة أو قريب لمفاتحته في الأمر، والدليل على ذلك أمنا خديجة رضي الله عنها التي صارحت صديقة لها برغبتها في الارتباط بسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ففاتحته هذه الصديقة في الأمر لما كان عليه خلق الرسول من صلاح وصدق وأمانة». تؤيدها (أسماء، ربة بيت) قائلة: «لا أرى عيبا في ذلك ما دام ذلك الرجل على خلق ومتدين وقادر على تحمل مسؤوليات الحياة. شخصيا سبق لإحدى قريباتي أن قام والدها بالتلميح لأحد موظفيه برغبته في أن يكون صهرا له بعد أن أعجب بتدينه ودماثة أخلاقه ووجد فيه الرجل المناسب لابنته الوحيدة والتي لا ينقصها علم أو جمال، وبالفعل تم الزواج الذي مر عليه حوالي 7 سنوات ولازال الزوجان ينعمان بحياة سعيدة ومستقرة زاد من تماسكها وجود طفلين». وتتساءل يسرا (طالبة جامعية) قائلة: «ما المانع في أن تقوم المرأة بخطبة رجل تراه مناسبا؟ لكن يجب عليها أولا التأكد من ميله لها وحينئذ يمكنها أن تصارحه بمشاعرها بطريقة لبقة، لا أن تقوم هكذا بعرض الزواج عليه دون أن تتأكد من مبادلته لها نفس الشعور». ولا تشاطر (عزيزة، محاسبة) الرأي السابق وتدافع عن رأيها قائلة: «من المستحيل أن أفاتح شخصا في الزواج أو حتى ألمح له من قريب أو بعيد، أفضل أن أبقى عانسا ولا أتخذ هذه الخطوة التي تحط من كرامتي، ومن هو الشخص الذي في منزلة الرسول عليه الصلاة والسلام حتى أفعلها معه؟» «الفكرة مرفوضة بتاتا، تقول إيمان (ربة بيت)، فهذا الأسلوب يقلل من قيمة المرأة ويجعلها رخيصة في نظر الطرف الآخر، ماذا لو رفض طلبها الطرف الآخر؟ ماذا لو تم الزواج ووجدته رجلا غير مناسب؟ ماذا لو عايرها يوما بذلك؟ أعتقد أن المبادرة يجب أن تكون من الرجل.
- للرجال رأي «هي عانس أو قبيحة الشكل» يرفض (مراد، تقني) بتاتا فكرة أن تقوم امرأة بالتلميح بالزواج به قائلا «من المتعارف عليه أن يسعى الرجل إلى المرأة وليس العكس، والفتاة التي تعرض الزواج على شخص آخر إما ثرية عانس أو قبيحة الشكل تريد أن تشتري رجلا». وبدوره يجد (محمد، معلم) أن عرض الفتاة الزواج على أي شخص كان يقلل من قيمتها، فالطرف الآخر قد يكون «ولد الناس» وقد يرد طلبها بلطف دون أن يجرح مشاعرها، وهناك من سيكون وقحا وسيواجه طلبها بالسخرية والاستهزاء، وقد يصل الأمر إلى حد جعل طلبها مضغة على لسانه يلوكها مع أصدقائه وأقاربه». ويرى خالد (تاجر متجول) أن فتاة اليوم أكثر جرأة من فتيات الأمس، إذ بمجرد ما تصادقها حتى تبدأ في نسج الأحلام حول البيت الزوجي وتخبرك بأنك رجل أحلامها وأنها ترغب في أن تكون أبا لأطفالها، وبعد أن تتوطد العلاقة قليلا تبدأ في سؤالك: إيمتا غادي تجي لدارنا؟».