ينتظر أن تبدأ محاكمة عشرة قراصنة صوماليين متهمين بمهاجمة سفينة شحن ألمانية قبالة سواحل القرن الإفريقي في مدينة هامبورغ الألمانية الساحلية، حيث تعود آخر محاكمة بتهمة القرصنة إلى أربعمائة سنة. و ذكرت وكالة الأنباء الفرنسية أن هؤلاء الرجال العشرة، الذين يصعب إثبات هويتهم أو سنهم، والذين أوقفتهم البحرية الهولندية وسلمتهم إلى ألمانيا، متهمون بالهجوم على حركة الملاحة البحرية ومحاولة الخطف بغية الحصول على فدية. وفي حالة إدانتهم، يواجه المتهمون العشرة عقوبة سجنية لمدة 15 سنة، وهو حكم يعتبره عدد من الخبراء خفيفا جدا لا يردع شن الهجمات قبالة سواحل الصومال. وحسب المكتب الدولي البحري، فإن قراصنة صوماليين يحتجزون حاليا ثلاثة و عشرين سفينة وأكثر من خمسمائة من أفراد أطقمها. واعتبر ديتر بيرغ، المسؤول عن الشؤون البحرية في «ميونيخ ار اي»، أول شركة عالمية للتأمين، أن «محاكمة القراصنة أمر مهم»، لكن الدول المستعدة لتنظيم مثل هذه المحاكمات قليلة جدا، ومعظم القراصنة الذين يتم توقيفهم في البحر يفرج عنهم على الفور. وترى أنجا شورتلاند، الذي تدرس ظاهرة القرصنة في المعهد الألماني للأبحاث الاقتصادي، أنه بالنسبة لقرصان صومالي فإن محاكمته في الغرب «لا تشكل رادعا، بل هي أشبه بمكافأة له». وأضافت أنه «ليس هناك أفضل من تمضية ثلاث، خمس أو حتى سبع سنوات في سجن أوروبي أو أمريكي، ثم الحصول على اللجوء السياسي بالنسبة لصومالي». واستطرد نيلز ستولبيرغ، رئيس شركة بيلوغا شيبينغ، التي تعرضت سفن عدة تابعة لها لهجمات، أن «الاحتمال ضئيل جدا أن يكون للمحاكمة في هامبورغ تأثير على المشكلة». وأشار بيرغ إلى أن عدد الهجمات وقيمة الفديات المطلوبة ارتفع بشكل كبير منذ سنتين. وقال إن «معظم الفديات ارتفعت إلى أربعة أو خمسة ملايين دولار»، حتى أن بعض القراصنة قالوا إنها وصلت حتى إلى تسعة ملايين دولار للإفراج عن ناقلة نفط كورية جنوبية مطلع نونبر الجاري. وبات لدى عدد من أصحاب السفن بوليصة تأمين ضد «الخطف والفدية». وتؤمن شركة لندنية حتى خمسة ملايين دولار مقابل 15 ألف دولار لكل سفينة وكل رحلة، حسب بيرغ. ورأى بيرغ أنه «ليس من الإنصاف دفع فدية مرتفعة. يجب تأمين مليونين أو ثلاثة ملايين دولار لتنظيم الصفقة» مع تدخل مفاوضين مهنيين ومروحيات لإنزال الفدية بالمظلة. يذكر أن الصوماليين العشرة تم ترحيلهم من هولندا إلى ميناء هامبورغ الألماني. وقد تمت عملية التسليم على الحدود الألمانية الهولندية يوم الخميس الماضي. وكان قد ألقي القبض على المشتبه فيهم العشرة، من بينهم شاب، من قبل القوات البحرية الهولندية بعد هجوم على سفينة الشحن الألمانية تايبان قبالة سواحل الصومال في أبريل. ومن المتوقع أن يوجه المدعي العام تهمة الاختطاف إلى الصوماليين العشرة. وكان قاض في أمستردام قد رأى بأنه رغم أن هولندا تملك حق محاكمة الرجال المشتبه فيهم، فإن ذلك ليس سببا كافيا لرفض تسليمهم إلى ألمانيا. وقال محامو الدفاع إنه تم تسجيل السفينة التي تعرضت للهجوم في جزر البهاما وليس في ألمانيا. وكان قد تمت السيطرة على السفينة على بعد 900 كيلومتر شرق الساحل الصومالي في أبريل الماضي. وكانت الفرقاطة البحرية الهولندية «ترومب» تقوم بدوريات في المياه كجزء من عملية أوروبية لمكافحة القرصنة، ثم استجابت لنداء استغاثة صدر عن السفينة تايبان.