ذكر مصدر مطّلع من داخل مكتب المنتدى الصحافي للشؤون الإستراتيجية أن رئيس المنتدى عثمان الودنوني، الصحافي العامل في قناة «الرياضية»، والمتحدر من مدينة كلميم، قبيلة «الركيبات»، كبرى قبائل الصحراء المغربية، قرر تقديم استقالته، تأسفا على الأحداث التي شهدتها مدينة العيون يوم الاثنين الماضي، وتعبيرا عن بالغ استيائه من وزير الاتصال، خالد الناصري، الذي لم يكلف نفسَه عناء الرد على عدد من المراسلات بخصوص عزم المنتدى تنظيم قافلة الصحافيين الشباب من أجل مغربية الصحراء، تحت شعار «المغرب العربي آت، كلنا مع الحكم الذاتي». وذكر المصدر أنه بعدما تقدَّم المنتدى ببرنامج واضح يشارك فيه 50 صحافيا يعملون في مؤسسات إعلامية مكتوبة وإذاعية وتلفزية مغربية أبدوا حماسهم للمشاركة في قافلة الصحافيين الشباب، توقفت الخطوة، بعدما لم يتلقَّ المنتدى الرد من الوزارة. وكان من المفترَض أن تنطلق القافلة من الدارالبيضاء إلى العيون، ثم إلى موريطانيا، مرورا بتونس ووصولا إلى ليبيا، لزيارة مؤسسات إعلامية ولقاء صحافيين مغاربيين، من أجل فضح النزاع المفتعل حول الصحراء والتنديد الشديد باختطاف مصطفى سلمى ولد سيدي مولود من قِبَل ميلشيات البوليساريو، المدعومة من المخابرات الجزائرية، وقبل ذلك تعرض صحافيان من أسبوعية الصحراء المغربية للاستنطاق والاعتقال. وقال المصدر ذاته إن عثمان الودنوني تكلف شخصيا بشرح أبعاد القافلة الرامية إلى الانخراط في التعبئة الوطنية التي نادى بها الملك محمد السادس، في معرض خطابه بمناسبة الإعلان عن تشكيل لجنة إستشارية للجهوية الموسعة، من خلال برنامج مفصَّل، بعدما تلقى مكالمة هاتفية من ديوان الوزير تُرحِّب بالمبادرة الوطنية وتطلب من رئيس المنتدى إلحاق برنامج القافلة بلائحة أعضاء المنتدى. ولم ينفِ المصدر المقرب من رئيس المنتدى استياء الصحافيين الشباب، مما اعتبروه ازدواجية خطاب وزارة الاتصال الداعي إلى التعبئة الوطنية، من جهة، والمُهمِّش للمبادرة في حد ذاتها من جهة أخرى، رغم مرور أزيدَ من شهر قبل موعد الانطلاق، ورغم الاتصالات المكثَّفة بوزارة الاتصال التي وضعت المنتدى في متاهة مكاتب واتصالات. يُذكر، وفق إفادة المصدر ذاته، أن رئيس المنتدى الصحافي للشؤون الإستراتيجية، عثمان الودنوني، الذي كان قد أنجز برنامجا خاصا عن قافلة الرياضيين في مدينة العيون، أبدى عدم رغبته في التراجع عن الاستقالة واعتبر التهميش المقصود للمنتدى وللصحافيين الشباب ضربا لمصداقية وزارة الاتصال.