الدهون ذلك الشبح المخيف والمرغوب في نفس الوقت, فهي مرغوب فيه لمذاقها اللذيذ الذي تضفيه على الأكل، فلا تخلو بعض الوصفات الغذائية من إضافة مادة دهنية، هذا الاستمتاع بمذاقها اللذيذ قد يشوبه إحساس بالذنب لأن الدهون كما قلنا مخيفة ولأن الإكثار منها قد يؤثر سلبا على صحة الجسم . الحقيقة أن هناك أنواعا كثيرة من الدهون منها الضار، إذا تجاوز الكميات الموصى بها، ومنها النافع الذي يقي الجسم من احتمال حدوث بعض الأمراض الخطيرة ويزيدها سوءا طريقة التعامل معها من خلال طهيها بطريقة خاطئة مع المبالغة في استهلاكها, مما يحدد تأثيرها إما إيجابا أو سلبا على صحتنا وصحة أفراد العائلة ومنها ما هو ضار في جميع الأحوال بغض النظر عن طريقة طهيه أو الكميات المأخوذة منه. من الضروري أن نعرف أن أنواع الدهون تختلف بحسب مصدرها ولتبسيط الأمر سنصنفها إلى دهون ذات أصل حيواني أي أن مصدرها هو من الدهون المخزنة في لحوم الحيوانات التي نستهلكها عادة كالبقر والغنم والماعز والإبل وأخرى مصدرها نباتي أي زيوت النباتات الطبيعية المختلفة كزيت الزيتون وزيت نوار الشمس وزيت اللوز، منها ما يستعمل لغرض الأكل ومنها ما يستعمل لأغراض التجميل والنوع الثالث من الدهون هو النوع المحدث أو المركب من اختراع الإنسان ولا يوجد بشكل طبيعي ويتعلق الأمر بزيوت نباتية، لكن تم إجراء تعديلات كميائية عليها لتبقى صلبة وتشبه في شكلها الزبدة وتحافظ على تماسكها في درجة الحرارة العادية والمشكل أنها أصبحت الأكثر تفضيلا في تحضير أنواع الحلويات والخبز والشيبس والبسكويت نظرا لثمنها الزهيد.