ما إن نسمع كلمة كوليسترول حتى يتبادر إلى الأذهان أنه شيء مضر للصحة وغير مفيد على الإطلاق، وهذا الأمر ليس صحيحا بالكامل، إذ أن الكوليسترول يدخل بصفة طبيعية في تركيب خلايا الجسم، وهو ضروري لإنتاج عدد كبير من الهرمونات وفيتامين -د- وبالتالي فهو عنصر يحتاجه الجسم للحفاظ على سلامة أنسجته. هذا فقط إذا كان مستوى الكوليسترول في الدم في الحدود المسموح بها إلا أن أي ارتفاع فيه نتيجة الإكثار من تناول دهون الطعام قد يؤدي إلى تراكمه في شرايين القلب والأوعية الدموية، ما يؤثر سلبا على جريان الدم داخل الأوعية الدموية وكفاءتها، هذا ما يسبب في مشاكل صحية من قبيل أمراض القلب والشرايين وارتفاع ضغط الدم مع خطر التعرض إلى الإصابة بالذبحة الصدرية والنوبة القلبية، من هنا تأتي أهمية أن يستهلك الفرد فقط ما يحتاج إليه دون إفراط أو تفريط. يحصل الجسم على حاجته من الكولسترول عن طريق ما ينتجه الكبد ويمثل مابين 70 % و 75 % من الكوليسترول في الدم، والنسبة الباقية عن طريق ما يتناوله الفرد من الأطعمة المحتوية على نسبة كبيرة من الدهون كالزبدة والبيض والحليب بمشتقاته واللحوم الحمراء بأنواعها. ويسبب استعمال الزيوت النباتية والدهون المهدرجة كالماركرين في القلي على الخصوص وبكميات مهمة في الأكل إلى ارتفاع مستوى الدهون في الدم. وفي هذا الإطار، يعتبر زيت الزيتون من الزيوت التي تخفض مستوى الكوليسترول في الدم، إذا ما استهلك بكميات محددة ومصحوبة بالتغذية اللازمة، وذلك لأنه لا يتأكسد بسرعة ويحتوي على أحماض دهنية أحادية ليست كباقي الزيوت التي نستعملها عادة.