قال علماء إنهم توصلوا إلى اكتشاف تاريخي يمكن أن يمهد الطريق للتوصل إلى أدوية جديدة للتغلب على أمراض مختلفة مثل نزلات البرد. وأكد باحثون في مجلس الأبحاث الطبية في كامبريدج، أن الأجسام المضادة يمكنها أن تنتقل إلى الخلايا وتحارب الفيروسات في الداخل. وأشاروا إلى أن الاستنتاج الذي خلص إليه المشروع البحثي يعد بإمكانية توفير عقاقير جديدة مضادة للفيروسات. وقال الدكتور جيمس ليو إن نتائج البحث غيرت الفهم العلمي السابق عن المناعة من الأمراض الفيروسية مثل نزلات البرد، والقيء، والتهاب المعدة، وغيرها. وأضاف أن الاكتشاف الجديد يظهر أن الأجسام المضادة يمكن أن تدخل إلى الخلايا، ومن الداخل تكافح الفيروس عبر بروتين يعرف ب «تي أر أي إم 21». وأوضح أن هذا البروتين يسحب الفيروس إلى نظام التخلص المستخدم من قبل الخلية للتخلص من المواد غير المرغوب فيها. ووجد الباحثون أن هذه العملية تحدث بسرعة، عادة قبل أن تتمكن معظم الفيروسات من التسبب بأي ضرر للخلية. واكتشف الباحثون أن زيادة كمية بروتين «تي أر أي إم 21» في الخلايا يجعل هذه العملية أكثر فعالية، مما يشير إلى إمكانية التوصل إلى طرق جديدة لصنع الأدوية المضادة للفيروسات بشكل أفضل. ولفت جيمس إلى أن «الأطباء لديهم الكثير من المضادات الحيوية لمكافحة الالتهابات البكتيرية ولكن القليل من الأدوية المضادة للفيروسات، وعلى الرغم أننا ما زلنا في المراحل الأولى، ولا نعرف إذا ما كانت هذه العملية تنطبق على كل الفيروسات، نحن متحمسون أن اكتشافنا قد يفتح الطريق أمام سبل عدة لتطوير عقاقير جديدة مضادة للفيروسات». ونبه العلماء القائمون على المشروع البحثي إلى أن إيجاد علاجات جديدة قد يستغرق سنوات من العمل والاختبارات، وأن نتائجهم لا تنطبق على جميع الفيروسات. ويذكر أن بعض الأدوية المضادة للفيروسات متاحة بالفعل حاليا للمساعدة في علاج بعض الأمراض، كفيروس نقص المناعة البشرية المكتسبة «الإيدز». وقد كان الخبراء يعتقدون، إلى الآن، أن الأجسام المضادة يمكنها فقط معالجة الالتهابات الفيروسية من خلال منع أو مهاجمة الفيروسات خارج الخلايا.