سأخصص خلال الأيام الثلاثة المقبلة الحديث عن مرض النقرس والذي تزداد حدته عند المرضى بعد عيد الأضحى، بسبب جهلهم أحيانا كيفية التعامل مع لحم الأضحية، أو إنهم على علم بما هو محظور ويتجاهلونه بحجة العيد. لا نريد أن نفسد على أحد متعة العيد، فالنظام الغذائي الذي يصب في مصلحة المريض لا يتعارض مع أن يمر العيد في أحسن الأحوال، لأن العيد ليس مناسبة للأكل فقط، والنقرس أو مرض الملوك من أقدم المشاكل الصحية المعروفة عند الإنسان وينتج عن اضطرابات خاصة بإفراز والتخلص من حمض اليوري من الجسم و تحوله إلى بلورات تتراكم بشكل كبير حول مفاصل الجسم مؤديا إلى الآم شديدة مع انتفاخ والتهاب حولها وحدوث نوبة الألم الحادة. قد يكون مرض النقرس وراثيا أو ناتجا عن مشاكل صحية أخرى كالفشل الكلوي ونتيجة تناول أدوية معينة والأشخاص الأكثر عرضة للإصابة هم من تجاوزت أعمارهم 40 سنة والنساء بعد انقطاع الدورة الشهرية. ويمكن أن ينتج مرض النقرس بسبب عوامل أخرى كتناول الكحول بإفراط والجراحة. وتتميز آلام مرض النقرس في تركزها عادة على مفصل الأصبع الكبير للقدم بشكل أكثر من باقي المفاصل، في حالة إهمال المرض من طرف المريض، من الممكن جدا أن يؤدي هذا إلى حدوث فشل كلوي نتيجة تكون حصى أو حجر في المثانة مع تلف للمفاصل المصابة.