نددت 18 هيئة سياسية ونقابية وحقوقية وجمعوية بمدينة طنجة باستقبال معهد أماديوس، الذي يرأسه نجل وزير الخارجية الطيب الفاسي الفهري، لشخصيات صهيونية على أرض المغرب خلال لقاء «ميدايز»، الذي امتدت أشغاله على مدى أربعة أيام. وأكدت تلك الهيئات في رسالة «شديدة اللهجة» بعثت بها إلى المشرفين على «أماديوس» بأن «المجرمين الصهاينة» الذين يستقبلهم المعهد كل سنة بدعوى الحوار «يجدون صعوبة في ولوج البلدان الأوروبية وذلك لما اقترفته أيديهم من جرائم ولما يشكله خطابهم من تحريض على الحقد والكراهية والعنصرية». وأوضح أصحاب الرسالة بأنهم يقدرون الحوار بين مختلف الشعوب والحضارات ويثمنون مختلف الجهود، التي تقوم بها معاهد الأبحاث والدراسات الجادة والمستقلة، غير أنهم أكدوا من جانب ثان على أنهم يستنكرون «استثمار أماديوس لهذه المسلمات واتخاذها مطية لتمرير مواقف سياسية لا علاقة لها بعمل مراكز الدراسات»، مضيفين بأنه ليس «من السليم أن يتبنى مركز أطروحات معادية لتوجهات الأغلبية العظمى لمكونات الشعب المغربي، بل ومتناقضة حتى مع التوجه الرسمي للبلاد». وخاطب الغاضبون «أماديوس» بقولهم «لا تحملوا أنفسكم وزر فضيحة لن يمحوها الزمن، لا تسجلوا أسماءكم في لائحة الطابور الخامس داخل هذا الوطن»، وطالبوه بالاعتذار لسكان طنجة وللمغاربة «عن تدنيس أرضهم باستقبال ممثلي أسوء نظام للميز العنصري عرفه التاريخ»، مبرزين بأنه صار لازما على المشرفين على المعهد «الكف عن استدعاء أمثال هؤلاء المجرمين مستقبلا»، وأن ينصرف المعهد إلى ما يعنيه «من أمور تهم مراكز الأبحاث الحقيقية بدل لعب هذا الدور المسيء إليكم وإلى معهدكم». الأحزاب والهيئات التي بعثت بالرسالة شديدة اللهجة إلى «أماديوس» من مدينة طنجة هي الحزب الاشتراكي الموحد، و المؤتمر الوطني الاتحادي، و العدالة والتنمية، والكنفدرالية الديمقراطية للشغل، والفيدرالية الديمقراطية للشغل، والاتحاد الوطني للشغل، وهيئة المحامين بطنجة، والنقابة الوطنية للمهندسين المغاربة، والنقابة الوطنية للتعليم العالي، وجمعية المترجمين المقبولين لدى المحاكم بطنجة، والهيئة الوطنية للعدول، وشبكة جمعيات الشمال، وجماعة العدل و الإحسان، وحركة التوحيد و الإصلاح، وحزب البديل الحضاري، والحركة من أجل الأمة، وشبيبة العدالة والتنمية، والشبيبة الاستقلالية. ورفض رئيس معهد «أماديوس»، إبراهيم الفاسي الفهري، تسلم رسالة الاحتجاج من قبل هيئات سياسية وحقوقية وجمعوية بمدينة طنجة، تستنكر استضافة منتدى «ميدايز 2010»، الذي ينظمه المعهد، شخصيات إسرائيلية. وقالت مصادر مطلعة إن هذه الهيئات وقفت أمام أبواب فندق «موفينبيك» حيث أقيمت أشغال المنتدى، وطالبت رئيس المعهد باستقبالها لتسليمه رسالة الاحتجاج، إلا أنه رفض ذلك. واستنكرت الهيئات تصرف نجل وزير الخارجية المغربي، ورفضه استقبالهم، معتبرة أن سلوكه لن يثنيها عن المطالبة بحل هذا المنتدى، الذي قالوا إنه «دنس أرض مدينة طنجة بعدما وطئته أقدام الإسرائيليين».