كشف عبد السلام بلاجي، القيادي السابق بحزب العدالة والتنمية، عن الأسباب التي جعلته يقاطع المؤتمر السادس للحزب. وقال بلاجي إنه جمد عضويته في الحزب وقاطع المؤتمر السادس لعدة أسباب تتعلق في مجملها بسوء تدبير الأمانة العامة السابقة لملف انتخابات مجلس النواب الأخيرة، ونفى بلاجي، الذي استقال من منصبه ككاتب جهوي للحزب بجهة الرباط، أن يكون جمد عضويته «لأسباب شخصية تتعلق بعدم ترشيحه للانتخابات بكل من مجلس النواب والمجلس الدستوري بخلاف ما ورد في تغطية «المساء» للمؤتمر. ووجه بلاجي، في بيان توصلت «المساء» بنسخة منه، انتقادا مباشرا إلى الأمانة العامة للحزب التي اعتبر أنها خالفت القانون حين «تصرفت في أكثر من حوالي عشرين دائرة -وهو ربما ما يفوق النسبة المسموح للأمانة العامة التصرف فيها- بناء على منطق ومعايير غير مفهومة، الأمر الذي جعلها ذاتية أكثر منها موضوعية»، ومن ذلك «تزكية كل أعضاء الأمانة العامة الذين أسقطتهم المؤسسات القاعدية فتمت إعادتهم بدون استثناء، الشيء الذي جعل الأمانة العامة تبدو وكأنها تخدم أعضاءها لا مصلحة الحزب» إضافة إلى ذلك، يتحدث بلاجي عن «سيادة منطق الزبونية» وسط الحزب، ويقدم مثالا بأحد المرشحين بالدار البيضاء «حصل على سبعة أصوات في دائرته وكان نائبا سابقا فتم تحويله إلى دائرة أخرى، ومرشح آخر لم يحصل على تزكية في مدينته وهو حاصل على عدة عقوبات تأديبية فيها، فتم تحويله إلى مدينة أخرى بعقد جمعين عامين خلافا لقوانين الحزب، لإرغام القواعد على قبوله مع عدم إخبارهم بعقوباته التأديبية»، ولم يقدم بلاجي توضيحات حول أسماء المعنيين. ويشير بلاجي، الذي يعتبر من مؤسسي حزب العدالة والتنمية، وكان من المقربين إلى الدكتور الخطيب، إلى أن عملية التزكية في الانتخابات خضعت ل«منطق الزبونية من جهة، وتصفية الحسابات من جهة ثانية». كما برر بلاجي، العضو السابق في الأمانة العامة للحزب، ابتعاده عن الحزب بما وصفه ب«الاغترار والسذاجة وسوء التقدير السياسي والتصريحات الإعلامية بالحصول على نتائج معينة (في الانتخابات)، رغم أن مثل هذا السلوك لا يقوم به مبتدئ في العمل السياسي». ويقول بلاجي إن هذا الوضع أدى إلى تقسيم نخب وقواعد الحزب جهويا وإقليميا، «وترشح عدد من الغاضبين على هذه التصرفات غير القانونية وغير الأخلاقية مع أحزاب أخرى، وعزوف أعداد مهمة من قواعد الحزب عن المشاركة في الحملة الانتخابية، مما ساهم في إضعاف الحزب وانعكاس ذلك على نتائجه». وتمنى بلاجي «أن تتلافى القيادة الحالية مثل هذه الأخطاء القاتلة، والتي أضعف مثلها جل الأحزاب المغربية». ويشار إلى أن بلاجي كان من ضمن الأوائل الذين تم انتخابهم في المجلس الوطني خلال المؤتمر الأخير، رغم غيابه.