بعد طول انتظار وترقب في قضية هزت مبنى ماسبيرو (هيئة الإذاعة والتلفزيون المصرية) وشغلت الشارع المصري طويلاً، أصدرت إحدى المحاكم في مصر أول أمس الأربعاء حكمها بسجن المذيع بالتلفزيون إيهاب صلاح 15 عاما لاتهامه بقتل زوجته ماجدة كمال عمدا، بأن أطلق طلقة من مسدسه استقرت في رأسها. واقترنت تلك الجريمة بجريمة أخرى هي حيازة وتعاطي سجائر محشوة بالحشيش والبانجو أثناء قتل زوجته. وبذلك تكون المحكمة استعملت الرأفة وأقصى ظروف التخفيف مع المتهم، حيث إن جريمة القتل العمد إذا اقترنت بجناية أخرى تكون العقوبة هي الإعدام، حسب القانون المصري. وعقب النطق بالحكم، لم يتفوه المتهم بكلمة واحدة، في حين يحق له الطعن في الحكم أمام محكمة النقض خلال 60 يوما، ويترتب عن الحكم فصله من عمله بالتلفزيون المصري، مع فقدانه الأهلية وتعيين وصي عليه لإدارة أمواله. وجاء الحكم الصادر عن المحكمة، برئاسة المستشار رشدي راغب، بعدما تسلمت المحكمة تقريراً من مستشفى الأمراض العقلية يفيد بسلامة القوى العقلية للمتهم وقت ارتكابه الجريمة وبعدها. كما أفاد التقرير، حسب ما ذكر موقع «أخبار مصر»، التابع لاتحاد الإذاعة والتلفزيون، بأن المتهم لا يعاني من أي اضطرابات نفسية أو عصبية أثناء ارتكابه الجريمة. وتعود وقائع القضية إلى يوم 19 يوليوز الماضي، حيث عاد المتهم إلى منزله في وقت متأخر من الليل، ووقعت مشادة كلامية مع زوجته، انتهت بأن قام بإطلاق النار عليها من سلاح ناري كان بحوزته. وكان من المقرر أن تعقد محكمة جنايات الجيزة جلستها للنطق بالحكم في القضية، التي شغلت الرأي العام كثيراً في مصر، في وقت سابق، إلا أن رئيس المحكمة قرر التأجيل إلى جلسة الأربعاء، بسبب غياب المحامي بهاء الدين أبوشقة، الذي يتولى الدفاع عن المتهم، لحضوره جلسة أداء اليمين في مجلس الشورى، بصفته عضواً معيناً في المجلس. وكانت النيابة العامة طالبت بتوقيع أقصى العقوبة على المتهم لقتله زوجته عمدا رغم رضاه العيش معها وإنفاقها عليه، فضلا عن حيازته سلاح ناري (مسدس) كان والده يستخدمه في الدفاع عن المواطنين حيث استعمله المتهم في قتل نفس بشرية وتعاطيه المواد المخدرة. إلا أن بهاء أبوشقة محامي المتهم أكد أن إيهاب كان تحت تأثير المخدر ولا يؤخذ بأقواله واعترافاته أمام النيابة العامة، وأنه تعرض للابتزاز من جانب المجني عليها، وأنه لا توجد لديه أي نية لقتلها، إذ كان يريد فقط تهديدها. وكان المذيع المتهم قد قام بقتل زوجته صباح الإثنين الموافق 19 يوليوز 2010 عبر إطلاقه عيارا ناريا من مسدسه على رأسها أدى إلى انفجار جمجمتها وأرداها قتيلة في الحال، إثر مشاجرة بينهما أثناء معاتبتها له على تأخره عن العودة إلى المنزل وإقامة علاقة عاطفية مع أخرى ومعايرتها له بالإنفاق على المنزل. وتبين من التحقيقات الأولية أنهما متزوجان منذ ما يقرب من ثمانية أعوام، وأن خلافات أسرية نشأت بينهما منذ ما يقرب من سبعة أشهر كادت تنتهى بانفصالهما، إلا أن أهل الخير تدخلوا وأصلحوا بينهما منذ حوالي أسبوع تقريبا، بعد أن ضاقت المجني عليها من سهر زوجها المتكرر خارج المنزل بعد أن وصلتها شائعة عن وجود علاقة نسائية للزوج . وأضافت التحقيقات أن السلاح الناري المضبوط والمستخدم في الجريمة مرخص للمتهم، وأنه ورثه عن والده المتوفى، الذي كان يعمل لواء شرطة.