يحب الأطفال عموما استخدام مختلف حواسهم، خصوصا الفم للتعرف على الأشياء وعلى العالم الخارجي، ففي فم الطفل أعصاب أكثر من أي مكان آخر في جسمه، لهذا يضع دائما في فمه كل ما يلتقطه. أما مسألة العض فهي تختلف من طفل إلى آخر، فمنهم من يتخذها وسيلة للفت الانتباه وتعبيرا عن الانزعاج أو الغضب، أي للتفريغ عن شحنة داخلية، ومنهم من يتخذها وسيلة لطلب شيء يريده، وقد تكون أحيانا وسيلة للتعبير عن الحب، وذلك بتقليد شخص قام بعضه وهو يلاعبه، أو للتعبير عن الشعور بالغيرة أو للدفاع عما يملكه، خصوصا إذا قام أحد أترابه بمحاولة انتزاع غرض ما منه. وعدم تخلي الطفل عن أسلوب العض بعد بلوغه السنتين يدل على رفضه تخطي المرحلة الفموية، حيث يعبر عن نفسه بواسطة فمه، وهذا يعني أنه ليس مهيأ بعد للانخراط في المجتمع. ما هي الوسائل الواجب اتباعها من قبل الوالدين لمساعدة طفلهما في التخلص من هذه العادة السيئة؟ على الوالدين اتباع التالي: قبل كل شيء على الوالدين تشجيع طفلهما الذي يعض على النطق واستخدام الكلمات للتعبير عن مشاعره. إشعار الطفل بأن العض أسلوب مرفوض وغير مجد. حث الطفل على التعبير بالصراخ أو البكاء. تخصيص وقت للعب والراحة. فالطفل الذي يشعر بالتعب غالبا ما يلجأ إلى أسلوب العض. البحث عن السبب الذي يجعل طفلكما يعض. تجنب عقابه لأن للعقاب رد فعل سلبيا، وقد يؤزم المشكلة. إحاطة الطفل بالحب والحنان. إشباع رغباته ضمن حدود معينة ومعقولة. رواية قصة قصيرة عن الأولاد المتسامحين اللطفاء. تزويده بلعب تساعده في التعبير عما يعاني منه. تزويده بمواد الرسم، فهي ستساعده في التعبير عن نفسه، حتى لو كان صغيرا، فما نطلق عليه «الشخبطة» يعني له الكثير. طبع قبلة حارة كلما استغنى عن العض كوسيلة للتعبير. عدم السماح له بمشاهدة الأفلام التي تتضمن العنف. من الضروري التحدث معه عن سوء تصرفه ليعي ويفهم أنه تصرف مرفوض من طرف الجميع. إن أحد أهم أسباب لجوء الطفل إلى العض هو شعوره بالحرمان واللامبالاة، خصوصا بعد مجيء طفل آخر. لذلك عند إحاطته بالحنان، يختفي هذا التعبير العدائي سريعا، ويبدأ بالتعبير عن رضاه أو انزعاجه بواسطة اللغة! كما ننصح الأهل بأن لا يعضوا الطفل ولو بشكل خفيف، فقد يجد في ذلك تبريرا لتصرفه العدائي فلا يتخلى عنه.