عاد موضوع المطرح العشوائي بجماعة مير اللفت إلى واجهة الأحداث بعمالة سيدي إفني، بعد أن دخلت مجموعة من نساء دوار «تبلكوكت» التابع للجماعة في اعتصام مفتوح داخل المطرح للمطالبة بإيجاد مكان بديل له وإنقاذهن من آثاره السلبية، ومنعن عربات نقل النفايات من الاستمرار في رميها بالمطرح المذكور، وطالبن في اللافتات التي رفعنها بعين المكان بالكف عن الوعود التي وصفنها ب«الكاذبة» وتسوية الوضع في أقرب الآجال والالتزام بمضمون الاتفاق الموقع قبل حوالي شهرين بخصوص إيجاد حل جذري لإشكالية النفايات بمركز الجماعة. وطالبت المعتصمات برفع الضرر الحاصل لهن وتحويل مكان المطرح الحالي إلى مكان آخر يستجيب للمعايير التقنية والبيئية المعمول بها على صعيد الوطن، ودعون السلطات المحلية والإقليمية إلى تفعيل المادة 76 من قانون رقم 03-11 المتعلق بحماية واستصلاح البيئة، الصادر بالجريدة الرسمية بتاريخ 19 يونيو 2003 على أساس الإسراع في إجراء الدراسات اللازمة والكفيلة برفع الضرر عنهن. وكانت الجماعة قد تعهدت في المحضر الموقع بين كل من رئيس الجماعة وقائد قيادة ميراللفت، وممثل الدائرة الانتخابية المعنية بالمشكل، وقسمي الجماعات المحلية والتجهيزات بعمالة سيدي إفني - حصلت «المساء» على نسخة منه- بإغلاق المطرح الحالي المتواجد بمنطقة «تيرت 2» المسمى (بوجوابي) نهائيا، وذلك خلال فترة زمنية لا تقل عن شهرين، ولا تتجاوز أربعة أشهر ابتداء من تاريخ التوقيع، كما تم الاتفاق على الاستمرار في إفراغ النفايات بالمطرح الحالي خلال الفترة التي تسبق أجل الاتفاق، في انتظار إيجاد موقع بديل، مع الحرص على ردم وتغطية النفايات المفروغة، والإسراع في إنجاز الدراسة التقنية التي ستحدد موقعا مناسبا يستجيب للمعايير التقنية والبيئية التي يقرها مكتب دراسات مختص. وكان العشرات من نساء وأطفال دوار تبلكوكت، قد اعترضن خلال الصيف الماضي موكب الشاحنات الحامل للنفايات المتراكمة لعدة أسابيع أمام المنازل والمحلات التجارية والحيوية بجماعة مير اللفت، وذلك أثناء توجهها إلى المطرح الجماعي القريب من محلات سكناهم، ورددت النساء، حينها، عددا من الشعارات المنددة بتجاهل مطالب تحويل المطرح الذي وصفنه ب«العشوائي»، كما رفعن الأعلام الوطنية وصور الملك، وطالبن بتنزيل الوعود التي تلقوها مباشرة من عدة مسؤولين ترابيين بالعمالة في صيغتيها القديمة والجديدة. ولم تتمكن السلطات المحلية من تنزيل المبادرة المقترحة من قبلها، والقاضية بتشجيع عدد من أرباب السيارات المكشوفة على التطوع لحمل الأزبال المتراكمة بالمنطقة إلى المطرح العشوائي، إلا بعد جهد كبير، يسبب تصلب موقف النساء المحتجات وإصرارهن على منع «قافلة النفايات» من مواصلة المسير، كما فشلت كافة الجهود التي بذلتها الجماعة – لحد الآن- في احتواء الموقف، رغم الاجتماعات الماراطونية التي عقدتها مع عدد كبير من فعاليات المنطقة المدنية والسياسية.