«إنه ملف معقد وغامض يستدعي تشكيل لجنة تحقيق لفك جميع الألغاز المحيطة به». هذا هو الانطباع الذي يمكن أن يخرج به أي مطلع على ملف يتعلق ب«شيخ» يعمل في إحدى الجماعات القروية بفاس. والتهم الموجهة إلى هذا «الشيخ» تهم تزوير عقود ازدياد وشواهد وفاة وحياة تخصه هو. ووجه الغرابة في الموضوع هو أن إخوة له هم الذين يقفون وراء هذا الاتهام بسبب نزاع حول الإرث. وبالرغم من أن لجنة تشكلت من قبل عامل مولاي يعقوب لفك لغز هذه القضية منذ حوالي شهر، فإن نتائج تحرياتها لم تخرج بعد إلى حيز الوجود. ويقول هؤلاء الإخوة إنهم تمكنوا من الحصول على شهادة رسمية صادرة بحكم قضائي سنة 1999، تفيد بأن «الشيخ» عبد العزيز فقهي، والذي يعمل حاليا بمشيخة غمرة السجع بالجماعة القروية سبع رواضي بفاس، توفي في الثاني من أكتوبر سنة 1960، وهو المزداد برسم نفس الشهادة في 5 يوليوز من نفس السنة. أي أن هذا الشخص توفي رضيعا وعمره لا يتجاوز 3 أشهر. ويورد إخوة هذا «الشيخ» أن هذه الشهادة مسجلة في دفاتر الحالة المدنية ببلدية مولاي يعقوب بفاس. وهذه المعطيات هي نفسها الواردة في نسخة أخرى من رسم الولادة، حصل عليها إخوة «الشيخ»، بجماعة عين الشقف، لكن نسخة أخرى موجزة من رسم الولادة مسجلة بجماعة سبع رواضي، وهي الجماعة التي يعمل بها هذا «الشيخ»، تشير إلى أن عبد العزيز فقهي مزداد في 5 يونيو من سنة 1970، أي بفارق 10 سنوات عن شهادة الوفاة. ويؤكد إخوته أن تاريخ الولادة الأخير هو المثبت في بطاقته الوطنية التي تشير خانة المهنة فيها، في البداية، إلى أنه موظف، قبل أن تغير بمهنة طالب. الإخوة يتساءلون عن حقيقة أخيهم «الشيخ»، من يكون؟ هل هو عبد العزيز فقهي المتوفى منذ 48 سنة أم هو شيخ غمرة السجع وكم عمره؟ ولماذا قام بعملية التزوير؟ ومن الذي سيطالبه الإخوة بحقهم في الإرث؟ هل هو عبد العزيز فقهي الميت أم المزداد سنة 1960 أم المزداد سنة 1970 وبدون علمهم؟». وينفي هؤلاء الإخوة وجود أي خطأ في إسقاطه من دفتر الحالة المدنية العائلي. كما ينفون وجود أي خطأ من قبل الأب، المتوفى في سنة 2007، يحتمل أن يكون وراء إسقاطه، معتبرين، وهم ينفون وجود الخطأ، أنهم لا يعرفون ملابسات موته وعودته من جديد بتواريخ ليست هي التواريخ الحقيقية. ويقر هؤلاء الإخوة، في السياق ذاته، بأن ما دفعهم إلى «فضح» هذا الملف هو اتهامهم لأخيهم ب«السطو» على أرض فلاحية تضيف في خانة الأراضي العرشية التي تركها لهم والدهم، وتقدر مساحتها بحوالي 21 هكتارا. لكن عبد العزيز فقهي ينفي كل هذه الاتهامات، ويقول إنها محاولة كيدية من أخوين له دون باقي الإخوة بسبب مشكل الإرث. ويشير إلى أن والده أخطأ وهو يهم بإسقاط أحد أخويه المتوفيين من كناش الحالة المدنية، حيث أسقطه هو بدلا من أخيه المتوفى. واتهم أحد إخوته بمحاولة الاعتداء عليه بالسلاح الأبيض بسبب هذا النزاع حول الإرث. وذهب إلى أن جميع الوثائق التي تثبت أنه على صواب توجد في حوزته. وقال إن القضاء حسم في الموضوع، دون أن يقدم تفاصيل أخرى حول هذا الحسم، خصوصا وأن إخوته ينفون أن يكون القضاء قد حسم في هذا الملف.