- كيف تنظرون إلى الواقع البيئي بمدينة طنجة؟ الواقع البيئي في طنجة مشابه، إلى حد ما، للواقع البيئي في جل مناطق المغرب. وهذا الواقع أكدته دراسة أنجزها البنك الدولي سنة 2000 ونُشرت تفاصيلها سنة 2003. تقول الدراسة إن المغرب ينفق، بسبب التدهور البيئي، ما يقارب 13 مليار درهم. ومدينة طنجة، بطبيعة الحال، هي جزء من هذا الرقم. مدينة طنجة هي ثاني مدينة اقتصادية بعد الدارالبيضاء، وربما حتى من الناحية السياحية، فالمدينة أصبحت تحتل مراتب متقدمة، وبالتالي فإن الجانب الصناعي والسياحي هما من الجوانب التي تساهم في تدهور البيئة، في حالة غياب آليات لمواجهة هذا التدهور. فالمنطقة الصناعية، مثلا، لا تتوفر على مخزون خاص لمعالجة المياه العادمة، حيث تعتمد على رمي سوائلها في المجاري العادية، وهذا يشكل خطرا حقيقيا على البيئة. وأشير أيضا إلى أن الطاقة، تساهم في مشاكل بيئية، وهذه المشاكل لا تنكشف آثارها، كما هو الحال مثلا مع النفايات أو الانبعاثات، لأن استهلاك الطاقة يساهم في صناعة التلوث بشكل غير مباشر. - ما هي المخاطر التي تنجم عن التدهور البيئي في المدينة ؟ أعتقد أن هناك مخاطر عديدة تسببها بؤر التلوث، فمثلا مشكلة مطرح النفايات تتفاقم كل يوم. ففي السابق، كان يوجد خارج المدينة، أما اليوم فأصبح، بسبب الزحف العمراني وتوسع المطرح، داخل المدينة، وهذا من شأنه أن يُخلِّف أضرارا جسيمة على صحة الإنسان. كما أن موقع المطرح مرتفع جدا، وهذا الارتفاع عندما تقابله رياح «الشركي» التي تهب على المدينة، فإن ذلك يساهم في تلوث الهواء. هناك نقطة أخرى ينبغي ذكرها هي أن الوقاية في البيئة أهمَُّ، بكثير، من العلاج، لأن البيئة لا يمكن أن تعالج ولا يمكن استرجاع وضعها الطبيعي الذي كانت عليه. هناك مشكلة أخرى في طنجة، هي كثرة المرتفعات ويقابل ذلك تقادم السيارات، وهو ما يتسبب في تسرب كثيف للدخان. وهناك أيضا مشكلة الاكتظاظ، الذي يحصل في الصيف، وهذا كله يتسبب في تلوث الهواء. - ما هي الإجراءات والاقتراحات من أجل التخلص من هذه المشاكل البيئية؟ لا بد من الإشارة إلى أن الشركات التي فوضت لها الجماعة تدبير الماء والنفايات لا تساهم في تدبير النفايات، وهذه الشركات تقوم بما هو تقني. ف»تيك ميد»، مثلا، تجمع النفايات وتُفرغها في المطرح ولا تدبرها، لذلك على الجماعة أن تفكر في طريقة تدبير النفايات وليس في جمعها فقط، وهذا لا يمكن أن يتأتى إلا عن طريق توعية الشركات بضرورة تدبير نفاياتها، من خلال التقليل منها ومعالجتها. أعتقد أن هناك ضرورة لخلق مراكز لمعالجة المياه العادمة للمناطق الصناعية، لأنها ترمي المواد المستهلكة التي يمكن إعادة استعمالها، وهذا من شأنه أن يقلل من مخاطر التلوث. هناك مسألة أخرى لا تقل أهمية، وهي إشراك المواطن في تدبير النفايات، لأن المواطن يعتقد أن جمع النفايات هي من اختصاص الجماعة فقط، لذلك يجب توعية الناس. كما أن هناك إجراء آخر يجب أخذه بعين الاعتبار، وهو خلق طاقات متجددة داخل الشركات الصناعية وداخل الإدارات.