كان سوق الأغنام في وجدة مزدحما بالمواطنين من باعة الأغنام ومشتري أضاحي العيد، كما كان من بينهم عدد من اللصوص وسارقي الأغنام وكذلك النشالين، يتحينون الفرصة لاستغفال أحد الضحايا لسلبه حافظتَه أو حقيبته أو صُرّته أو خروفا أو مجموعة خرفان. كان مربو الماشية والكسابين على علم بهؤلاء ولم يكن في استطاعتهم التعرف عليهم من بين المواطنين لكن كانوا يقظين وعلى أهبة محاصرة هؤلاء، بعد أي إشارة إنذار عند افتضاح أمر اللص وتأديبه بالعصي واللكمات والصفعات بأياديهم الخشنة قبل تسليمه إلى عناصر الأمن وأفراد القوات المساعدة. كان حظ سارق يوم الأحد سيئا للغاية وكان الخروف الصغير الذي نجح في عزله عن قطيعه «نحسا» عليه، حيث تمكن اللص عند دخول القطيع من الباب الضيق للسوق من جرّ خروف صغير من بين أرجل أمّه دون أن يفطن إليه أصحاب القطيع، ثم ارتكن اللص وخروفه إلى ركن من أركان السوق، في انتظار تحرير باب السوق من حركة الدخول والخروج... فطن أصحاب القطيع إلى اختفاء الخروف ثم إلى صراخ النعجة التي فقدت صغيرها، واستنفروا قواهم وحواسهم، وفجأة انطلقت النعجة كالسّهم من بين القطيع في اتجاه صغيرها، بعد أن وصل إليها وحدها ثغاؤه، فتبعها أحدهم ليقف أمام السارق، البالغ من العمر حوالي 25 سنة، والذي لم يستوعب في لحظة وجيزة ما جرى له، حيث تجمهر الكسابون والفلاحون حوله، بينما كانت تتناهى إلى مسامعه كلمة «شْفّار.. شْفّار.. شْفّار»، وتتم محاصرته من طرف جموع الكسابة الغاضبين الذين انهالوا عليه بالضرب واللكم والرفس، ليسلموه، بعد ذلك، لعناصر الأمن، مضرجا في دمائه...