مع اقتراب «العيد الكبير»، بدأت عملية بيع الأضاحي بالأسواق والمحلات والفضاءات الخاصة تشهد دينامية أكثر حرارة ... نزلت جريدة «الاتحاد الاشتراكي» لرصد الأجواء التي تسبق هذه المناسبة، بكل من سوق افريقيا، والحي الحسني وسوق «سبيت» بسيدي حجاج، وذلك لاستطلاع آراء مجموعة من الفلاحين «الكسابة» ومواطنين عاديين. في جولة بسوق «افريقيا» يوم الاثنين 23 نونبر الجاري، أكد عدد من الكسابة ومربي الماشية أن الأضحية متوفرة بأسواق المدينة ومحلاتها، غير أنها تخضع لمنطق السوق المتعلق بالعرض والطلب، مؤكدين أن العرض يفوق الطلب هذه السنة، وليست هناك بوادر أو مؤشرات توحي بندرة خروف عيد الأضحى. «الحولي موجود هذا العام، وعالف مزيان، والسوق عامر...»، وإذا ما استمر الحال على ما هو عليه، فلن يكون هناك خصاص هذه السنة بالنظر للتساقطات المسجلة خلال السنة الماضية، والتي انعكست بشكل جلي على جودة ووفرة الأغنام والماعز... يوضح (أحمد. ن) كساب من منطقة بن احمد. وبسوق «الحي الحسني» أو ما يعرف ب «الرحبة» أجمع بعض مربي الماشية والكسابة، على وفرة العرض الذي سيتجاوز الطلب بأسواق البيضاء في حالة عدم تدخل بعض الوسطاء أو ما يعرف ب «الشناقة» الذين يساهمون، حسب رأي الكسابة، في الرفع من الأسعار والتحكم فيها، إما بعمليات الاحتكار أو نقل الأغنام الموجهة إلى السوق الداخلية بالدار البيضاء إلى أسواق أخرى خارج المدينة، في وقت ، يضيف أحد الكسابة، سهلت وسائل الاتصال خاصة الهاتف النقال، عملية التواصل السريع بين «الشناقة» عبر التراب الوطني، وتمكنهم من مراقبة الأسواق والتحكم فيها، مستغلين غياب تنظيم مهيكل لهذا القطاع. وبخصوص أثمنة الأضاحي، واستناداً دائماً الى تصريحات بعض الفلاحين ومربي الماشية ممن التقتهم الجريدة عبر أسواق المدينة وفضاءاتها وكذا المحلات المعدة لهذا الغرض، فإنها في المجمل تتراوح ما بين 1400 و 2800 درهم، وقد تصل أحيانا إلى 4000 درهم، حسب نوعية السلالة ووزنها. وحول نوعية السلالات المتوفرة بالسوق البيضاوية، أوضح عدد من الكسابة أنها تعرف تنوعاً بحكم تواجد العديد من الكسابة ومربي الماشية من جل ربوع الوطن بأسواق العاصمة الاقتصادية، حيث يأتي في المقدمة «الصردي» بحكم الإقبال عليه ثم «تمحضيت» وأنواع أخرى. وبلغة الأرقام وفي بيان لوزارة الفلاحة والصيد البحري، أكدت الأخيرة أن العرض المرتقب لأضحية العيد من الأغنام والماعز يفوق الطلب، إذ يقدر بحوالي 6,9 مليون رأس مقارنة بالسنة الماضية، حيث وصل العدد الى 5,1 مليون رأس، إلا أن الجميع لايزال يعيش على إيقاع الترقب، في انتظار ما ستسفر عنه تطورات أسواق الأكباش، في ظل وجود «الشناقة» الذين لن يدخروا جهداً في إبقاء سقف الأثمان مرتفعاً... من جانب آخر، تشهد حركة السوق توافد العديد من المواطنين لاقتناء الأضحية، إذ ما سمحت لهم ظروف السوق ومعطياته المتقلبة بذلك، في حين تلج الغالبية العظمى السوق لجس نبض الأثمنة، فيما خلق هذا الرواج انتعاشاً لبعض المهن الموسمية التي باتت تؤثث مختلف الفضاءات والأحياء. في السياق ذاته ، تعرض بعض الكسابة بسوق افريقيا والحي الحسني الى السرقة، حسب تصريحاتهم، في الوقت الذي تباشر عناصر الأمن حملات تمشيطية للحد من ظاهرة السرقة بالنشل، والتي غالبا ما يرتفع معدلها في مثل هذه المناسبات، خاصة بالأسواق والفضاءات المفتوحة. كما يتفنن بعض لصوص الأغنام في ابتكار أساليب جديدة كانتحال صفة «حمال» لمساعدة المقبلين على شراء الأضحية في حملها ونقلها خارج السوق الذي يشهد إقبالا كبيراً، غير أن «الحمالة» سرعان ما يتحولون إلى لصوص، بعدما يتوارون عن الأنظار، مستغلين معرفتهم بأزقة حي افريقيا، مثلا ، الضيقة!!