بلغت القيمة المالية لأنواع المخدرات التي حجزتها المصالح الأمنية والجمركية في جهة مراكش تانسيفت الحوز، طيلة الثمانية الأشهر الأولى من السنة الحالية، ما يقارب 15 مليونا و730 ألف درهم، أي ما يزيد على مليار ونصف المليار سنتيم. وتوزعت هذه المحجوزات، التي أتلفتها لجنة مختلطة من هذه المصالح، تحت إشراف النيابة العامة، في شخص نائب وكيل الملك، بين المخدرات الصلبة (الكوكايين والشيرا)، ومادة الحشيش والكيف والتبغ المهرب ومادة التبغ المعسل، إضافة إلى مادة «المعجون». وشكل المحجوز من مخدر «الشيرا» أعلى نسبة بين المواد المخدرة المحجوزة، خصوصا تلك التي حجزتها السلطات الإقليمية في شيشاوة، أثناء وقوع حادثة السير على الطريق الوطنية رقم 8 في إقليم شيشاوة، في 22 من شهر ماي الماضي، والتي تم إتلافها أول أمس الأربعاء في جماعة «اسعادة»، التي تبعد عن مدينة مراكش بحوالي 10 كيلومترات في اتجاه مدينتي أكادير والصويرة. وقد بلغت الكمية المحجوزة من مخدر «الشيرا» ما يزيد على 1485 كلغ، وصلت قيمتها المادية إلى 14 مليونا و854 ألف درهم، أي ما يقارب مليارا ونصف المليار سنتيم. واعتبرت مدينة مراكش الفضاء «المناسب» لتجار المخدرات القوية، وتحديدا مخدر الكوكايين، حيث حجزت الفرقة الأمنية لمكافحة المخدرات، التابعة للمصلحة الولائية للشرطة القضائية في مراكش، حوالي 239 غراما من «السموم البيضاء»، التي تسري في شرايين المدينة الحمراء، يروجها أباطرة هذا النوع من المخدرات الخطيرة. وقدرت مصادر عليمة القيمة المالية لمخدر «الكوكايين» المحجوز ب239 ألف درهم. أما مدينتا قلعة السراغنة وبنجرير فقد شكلتا «مملكة» لوحدهما في تصدير وترويج القنب الهندي (الكيف)، حيث حجزت المصالح الإقليمية كميات كبيرة من هذا المخدر، كانت أبرز معالمها الأكياس الكثيرة التي كان يحملها بعض الشباب الذين كانوا يحملون البنزين وعود الثقاب لإتلاف هذه السموم. وقدرت مصادر «المساء» القيمة المالية لهذه الأكياس التي تحتوي على مخدر «الكيف» ب625 ألف درهم. ولم تقتصر عملية الإتلاف، التي حضرها نائب وكيل الملك في مراكش، ممثلو المصالح الجمركية وعناصر من الشركة القضائية بالمدينة الحمراء وأفراد ينتمون إلى الدرك الملكي، والوقاية المدنية والقوات المساعدة وحضرها أيضا ممثلو السلطات المحلية، بل إن الإتلاف همّ أيضا أزيد من 144 كيلوغراما من التبغ وما يفوق كيلوغرامين ونصف من مادة «التبغ المعسل». واضطر المشرفون على عملية الإتلاف إلى جلب عدد من الشبان من ذوي البنيات القوية لشحن أزيد من أربعة أطنان من المواد المحجوزة، تم إفراغها في ساحة تابعة لقيادة «اسعادة» لحرقها. وعمد الشبان إلى تفريغ الكميات الكبيرة من مادة «الشيرا» وإزالة الأغلفة البلاستيكية، وورق الألمنيوم، التي لفت فيه بإحكام من قبل العصابات المهربة، فيما تم إحراق مخدر «الكوكايين» الملفوف في أكياس بلاستيكية صغيرة في نهاية عملية الإتلاف.