تجمهر عدد من السكان الفقراء من حي ولد الشريف بوجدة، صباح يوم الخميس 27 أكتوبر الماضي، في وقفة احتجاجية، أمام مقر ولاية الجهة الشرقية عمالة وجدة أنجاد، ضدا على ارتفاع فواتير استهلاك الكهرباء التي تضمّنت لأول مرة مبالغ خيالية لم يستوعبها هؤلاء السكان، العديد منهم عبارة عن أسر لأرامل وعاطلين، تقطن كلّ واحدة بغرف داخل منازل متواضعة، والفواتير تراوحت مبالغها ما بين 1000 و3000 درهم. وتم استقبال ممثلين عن المحتجين من طرف الكاتب العام للولاية ومسؤول عن المكتب الوطني للكهرباء بوجدة بمقر الولاية حيث تم الاستماع إلى شكاواهم، قبل أن يفهموهم بأن عليهم أداء الفواتير دون نقاش، مع اقتراح حلّ تسهيل الأداء بتوزيع المبالغ على أشطر تؤدى على أشهر. «استقبلونا وأكدوا لنا ضرورة أداء الفواتير، رغم أننا أفهمناهم بأننا كنا نؤدي 100 درهم في الشهر واليوم نطالب بأداء 1000 درهم، واقترحوا علينا تسهيل الأداء...»، يصرح أحد ممثلي السكان المنتدبين بعد خروجه من اللقاء، وتضيف ممثلة ثانية أنهم أوضحوا للمسؤولين أن السكان يقطنون في حيّ شعبي وفقير، ولا يمكن لهم أن يستهلكوا كل هذه الكميات من الكهرباء مع العلم أنهم لا يتوفرون على الآلات والأجهزة الكهربائية التي يمكن التحجج بها، «اقترحنا عليهم أن يبعثوا موظفا ليراقب البيوت وما بداخلها...، لكنهم رفضوا واقترحوا علينا حلّا سيكون كارثة، إذن ليس هناك حلّ، ونحن لا إمكانيات مادية لدينا لأداء الفواتير لأنه بكلّ بساطة لا نربح في الشهر مبلغ الفاتورة المطلوب تأديته». كما توصل العديد من ساكنة الأحياء الشعبية بفواتير استهلاك الكهرباء تتضمن مبالغ ثقيلة الأمر الذي فجّر غضب السكان ودفعهم إلى التوجه إلى مقر الوكالة، كذلك، عشية نفس اليوم الخميس للاحتجاج حيث رددوا شعارات تنديدية واستنكارية تعبيرا عن غضبهم بعدما رفض مسؤول الوكالة التحدث إليهم بعد أن طالبوا باستفسارات وتوضيحات ملوحين بفاتورات الكهرباء الواجب أداؤها، ومطالبين في الوقت ذاته بإعادة النظر فيها ومراجعتها مؤكدين أنهم لن يؤدّوا تلك المبالغ لأنهم لا يتوفرون عليها. «هل من المنطقي والمعقول أن تؤدي تلك الأرامل القاطنات مع أيتامهن بمنزل واحد، وكلّ واحدة منهن تكتري غرفة ب350 درهما في الشهر وتؤدي ثلث الفاتورة الشهرية العادية التي لا تتعدى في الغالب 150 درهما، هل ستؤدي تلك الأرامل فاتورة تقدر ب2840 درهما؟» يحاول أن يوضح أحد السكان بغضب وضعية إحدى الأرامل وهي أم لأربعة أطفال والتي لم تكن لتستطيع التحدث بعد أن اختنقت العبارات في حلقها بسبب البكاء والدموع التي ابتلت بها عيناها، «والله أسيدي إلى أولادي اليتامي ما كلاوش البطاطا هاذي أربع شهور.. والله أسيدي إلى عندي لامبا وحدة.. ما عندي فريجيدر، ما عندي تيليفزيون.. ما عندي غير الله..».