تعتزم أسرة مغربية فقدت ابنتها بعيد إجراء عملية جراحية على الدماغ رفع دعوى قضائية ضد مستشفى الاختصاصات وسط العاصمة الرباط، ومؤسسة الحسن الثاني لوقاية ومكافحة أمراض الجهاز العصبي الملاصقة للمستشفى، للمطالبة بفتح تحقيق في ظروف الوفاة والكيفية التي تم التعامل بها مع الهالكة التي تقارب الثلاثين من عمرها. وأكد أحد أفراد الأسرة في حديث ل«المساء» أن الحكاية بدأت بعدما أحست الراحلة «ص» بصداع شديد في الرأس صاحبه تقيؤ مستمر وميل شديد لعينها، غير أن الطبيبة المعالجة بمستشفى الاختصاصات شخصت المرض على أنه إصابة عادية بصداع الرأس ومنحتها أدوية للتخفيف من حدته. وتوضح الأسرة أنها بعد ذلك أرجعت ابنتها إلى المنزل حيث قضت 5 أيام كاملة تعاني من مضاعفات «الصداع» قبل أن يصاب نصف جسدها بشلل تام، لتضطر الأسرة لنقلها إلى مصحة خاصة حيث اطلعت على حالتها الصحية طبيبة تمارس الاختصاص الطبي نفسه، والتي طالبت الأسرة بإجراء أشعة بالرنين المغناطيسي على الفتاة، إذ حملت على وجه السرعة إلى مستشفى الاختصاصات مجددا، وقد بدت عليها بعض التغيرات الجذرية في تصرفاتها «غير أنها إلى حدود ذلك الوقت كانت تتعرف على أفراد أسرتها». وحسب الأسرة، فإن مضاعفات المرض أثرت سلبا على الفتاة، غير أن ما زاد الطين بلة هو «أننا اضطررنا إلى انتظار -من الساعة الثالثة بعد الزوال حتى الثامنة ليلا- وصول أطباء لمتابعة الحالة، وقام الطبيب المناوب بمحاولات عقيمة للتواصل مع الأطباء المعنيين بمثل تلك الحالات في ذلك التوقيت، قبل أن نضطر من جديد، بناء على نصيحة أحدهم، لحمل قريبتنا والتنقل بها إلى مؤسسة الحسن الثاني الملاصقة للمستشفى». وتشرح الأسرة أنها دفعت مبلغ 2500 درهم لإجراء «سكانير» على شرايين مخ المريضة، فتأكد لهم أن الأمر لا يتعلق بصداع وإنما بنزيف في الدماغ، ومباشرة بعد ذلك تم نقلها في تلك الحالة المتردية لمستشفى الاختصاصات من جديد، حيث قضت ليلتها دون رعاية طبية ضرورية لمثل هذه الحالات الحرجة، لترجع مرة أخرى مجددا ظهر اليوم الموالي إلى مؤسسة الحسن الثاني، حيث تم اتخاذ قرار بإجراء عملية جراحية لها بعدما تأكد وجود نزيف في مخ الهالكة، حيث أكد الأطباء للأسرة «أن العملية سهلة ودون مضاعفات تذكر». ودفعت الأسرة حوالي 7 ملايين سنتيم مقابل إجراء العملية، لكن الأوضاع تطورت بشكل سلبي، فقد خرجت المريضة من غرفة العمليات تحت التنفس الاصطناعي، وتؤكد الوثائق التي بحوزة «المساء» أنه تأكد للأطباء أن نزيف الدماغ موجود مصحوبا ب stigmate de spasme sévère على الرغم من أن «matériel d'embolisation en place»، فيما تؤكد وثيقة أخرى أن مخ الهالكة لم يعد يستجيب البتة لمختلف أنواع الاختبارات التي أجريت عليها وهو ما يعني أن الهالكة دخلت وقتها في موت سريري. وطرحت الأسرة عدة تساؤلات حول ظروف إجراء العملية، وسر الأدوية التي منحت لها كما تثبتها فاتورة الأدوية. وقد حاولت «المساء» الاتصال بمسؤولي مستشفى الاختصاصات ومسؤولي مؤسسة الحسن الثاني لوقاية ومكافحة أمراض الجهاز العصبي لمعرفة موقفهم لكن تعذر عليها ذلك.