ترأس الملك محمد السادس، مساء أول أمس الثلاثاء، بموقع محطة الطاقة الشمسية قرب ورزازات، توقيع اتفاقيتين بين الوكالة المغربية للطاقة الشمسية «مازن» والدولة والمكتب الوطني للكهرباء توضحان واجبات كل طرف في خطة تنفيذ المشروع الضخم لإنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية بقوة 2000 ميغاواط. وتتعلق الاتفاقية الأولى التي وقعها الوزير الأول عباس الفاسي ومصطفى باكوري رئيس مجلس إدارة «مازن» بالدعم الذي ستقدمه الدولة لتسهيل إنجاز المشروع فيما يخص اقتناء الأراضي، واستغلال مشاريع الطاقة الشمسية، وتمويلها وكذا الأعباء التي يجب على شركة الوكالة المغربية للطاقة الشمسية القيام بها. فيما تحدد الاتفاقية الثانية، التي وقعها كل من الباكوري ووزيري الاقتصاد والمالية والطاقة والمعادن والمدير العام للمكتب الوطني للكهرباء، الجوانب المرتبطة بإنجاز محطات الطاقة الشمسية، واشتغالها وربطها بالشبكات الوطنية والدولية، وكذا تسويق الطاقة المنتجة. وجاء التوقيع، الذي حضره وفد كبير من الشخصيات الوطنية والأجنبية، أياما بعد ترؤس الملك اجتماعا في 9 أكتوبر أمر خلاله الحكومة بالالتزام الدقيق بالجدول الزمني لإنجاز المخطط الذي يوصف بالتحدي وبالفرصة الثمينة ليقلل المغرب تبعيته الطاقية للخارج ويحافظ على بيئته، سيما وأن الطلب الداخلي على الطاقة ومنها الكهرباء يتزايد سنويا بنسبتي 5 في المائة و7,5 في المائة على التوالي. وقالت وزيرة الطاقة والمعادن أمينة بنخضراء بمناسبة التوقيع على الاتفاقيتين إن المخطط المغربي للطاقة الشمسية يجعل البلاد منخرطة في توجه عالميا نحو تنمية الطاقات المتجددة والذي تسارع إيقاعه في السنين الأخيرة، مضيفة أن تحقيق المشروع برمته سيزيد من القدرة الإنتاجية الكهربائية ثلاث مرات في أفق 2020 مقارنة بالوضع الحالي، وستشغل المحطات الكهربائية بنسبة 42 في المائة بواسطة الطاقات المتجددة (14 في المائة لكل من الطاقة الريحية والشمسية والهيدروليكية). ونبهت بنخضراء إلى أن مخططي الطاقة الشمسية والطاقة الريحية لن يقفا عند حدود المواقع المحددة حاليا، بل ستوفر مواقع أخرى ذات مؤهلات إنتاجية كبيرة للمستثمرين، ومنها توسيع المواقع المجهزة حاليا في تطوان وطنجة والصويرة فيما يخص الطاقة الريحية، وحسب توضيحات الوزيرة فإن المغرب دخل في مفاوضات مع دول أوربية لبحث تفاصيل إحداث خطوط تصدير مباشرة للكهرباء التي سينتج المغرب من مخططي الطاقة الشمسية والريحية، وقد وقعت اتفاقيات شراكة في هذا الإطار وأخرى في الطريق. من جانب آخر، تحدث الباكوري عن الطموح الذي يجسده مخطط الطاقة الشمسية، حيث سينتج عنه نشاط اقتصادي قائم بذاته، من خلال صناعة جديدة مرتبطة بالطاقة الشمسية، وأبحاث علمية وتطويرية، وتكوين لموارد بشرية متخصصة يقوم على أكتافها المشروع الذي ينطوي على تحديات تكنولوجية وتمويلية. وقال رئيس مجلس إدارة وكالة «مازن» إن المراحل التي قطعتها محطة ورزازات الشمسية منذ إطلاق المشروع في نونبر الماضي تمثلت في تعبئة العقار اللازم (2500 هكتار)، وإجراء دراسات متعددة لتأهيل موقع المحطة من الجانب الزلزالي والجيوفيزيائي والتكنولوجي، كما يتم تأهيل باقي مواقع المحطات المدرجة والبحث عن مواقع إنتاج جديدة. وأضاف باكوري أن إطلاق محطة ورزازات تولدت عنه دينامية قطاعية من بين تجلياتها قيام تكتلات وطنية ودولية للانخراط في المشروع، حيث اجتاز المرحلة الأولى لإبداء الاهتمام 19 تكتلا لشركات دولية، وسيتم إطلاق طلب عروض لإنجاز محطة ورزازات قبل نهاية السنة، على أن يتم اختيار الفائز خلال الفصل الثاني من 2011.