أكد المدرب محمد يوسف لمريني ل«المساء» أن احتلال فريق أولمبيك خريبكة لكرة القدم ريادة الدوري المغربي الأول للنخبة برصيد 14 نقطة يرجع أساسا إلى الاستقرار التقني والاستمرارية في العمل، الذي انطلق منذ الموسم الماضي. وأضاف أن الهدف المنشود هو اللعب من أجل احتلال مراكز متقدمة ولم لا التنافس على درع النسخة ال54. ما سر تألق فريق أولمبيك خريبكة في الأسابيع المنصرمة؟ يرجع تألق فريق أولمبيك خريبكة، منذ الجولة الثانية، وخاصة خلال الدورات الثلاث المنصرمة وحصد تسع نقط متوالية، إلى الاستقرار على المستوى التقني والاستمرارية في العمل، الذي انطلق منذ منتصف يونيو 2009، إذ أنه يواصل نفس العمل ويجني ثماره من حيث التجانس والانسجام ونضج الأسماء الفتية، التي استقدمها الفريق مثل لاعبي الرشاد البرنوصي إسماعيل كوشام وسمير أيت بيهي، وعودة محسن عبد المومن إلى التميز والجدية بعد تماثله للشفاء، وحلول مصطفى الخلفي في الجهة اليمنى من الدفاع، إضافة إلى القوة الضاربة للهداف وسام البركة صاحب الأهداف الثلاثة، علاوة على جودة التغذية والعناية الطبية الدقيقة والتحفيزات المالية والمعنوية من طرف المكتب المسير، مما يمنح مناخا رائعا لبسط المفكرات التقنية وبلورتها على مجموعة من الملاعب المعشوشبة التي تحيط بعاصمة الفوسفاط. كيف تفسر أن الفريق يشكل أحسن خط هجوم والأقل تعثرا والأكثر فوزا؟
هذه المعطيات كانت ثمرة تضافر الجهود وتجاوب اللاعبين مع المفكرة التقنية، التي ترسخت في أذهانهم طيلة فترات التداريب اليومية، فضلا عن الانفتاح على الأجنحة التي صارت تشكل قوة ضاربة وقيمة مضافة وإرباكا حقيقيا للخصوم، لأنه من الصعب الاختراق من وسط الميدان ما دام المنافسون يكتظون ويدافعون بعناصر مكثفة لا تسمح بإحراز الأهداف وتحقيق الفرجة والمتعة، فاحتلاله صدارة أحسن خط هجوم في سبع جولات برصيد تسعة أهداف كان ثمرة الانتعاشة، التي صار عليها وسام البركة هداف أولمبيك خريبكة بثلاثة أهداف، والدور المهم الذي يرسمه الإيفواري فرانك كيديكبي أورلاند، بالرغم من أنه لا زال يبحث عن التهديف، إضافة إلى الرغبة الجامحة في صنع النتائج الإيجابية واحتلال مراتب متقدمة وتفادي زلة بداية الموسم الجاري، دون إغفال الروح القتالية والاستماتة وروح الجماعة، التي صارت تسري في عروق اللاعبين، سواء داخل الميدان أو خارجه. كيف تقارن بين ما حققه الفريق خلال الموسم الحالي و الموسم الماضي؟
مستوى أولمبيك خريبكة في تحسن مستمر وفي خط تصاعدي، مما جعله في الريادة التي خاصمته منذ الظفر بدرع الدوري المغربي الأول للنخبة قبل ثلاثة أعوام. لذا فلا مجال للمقارنة بين الموسم الماضي، الذي كان من أجل تثبيت الأقدام والنجاح في سياسة التغيير الجذري، الذي طال مختلف الخطوط، حيث صار الاعتماد على أكثر من 90 بالمائة من الأسماء الشابة وحديثة العهد بالصفوة، وبين الموسم الحالي الذي هو امتداد لسابقه مع جني ثماره. لكن رغم ذلك تحققت المرتبة الخامسة برصيد 43 نقطة، ولولا تعثرات القواعد لكانت الوصافة في الجيب، وفي الدورات السبع المنصرمة صارت المجموعة تنضبط وتعزف على وتر واحد يتجلى في تحقيق الانتصارات إلى أن صار الرصيد هو 14 نقطة، في حين كان الرصيد متجمدا في 07 نقط في نفس الفترة من العام الماضي. هل مازال مشكل برمجة المباريات ليلا يؤرق مكونات الفريق؟ حققنا 12 نقطة تحت الأضواء الكاشفة، انطلاقا من فوزنا بهدفين مقابل هدف واحد في مباراتنا أمام المغرب الفاسي، وتفوقنا بهدفين دون مقابل على شباب قصبة تادلة، وهي الحصة ذاتها المسجلة ضد المغرب التطواني، و فزنا أيضا بهدفين مقابل هدف واحد ضد الوداد البيضاوي. وإذا كان التباري ليلا خلال الموسم الماضي شكل عبئا ثقيلا على اللاعبين من حيث التباين في النتائج المحققة، فقد عملت بجد على هذا المعطى، الشيء الذي خلق انضباطا لدى اللاعبين، ونحن الآن في انتظار موعد الجمعة حيث سنستقبل الجيش الملكي في قمة تأتي مباشرة بعد نزال الوداد بالدار البيضاء. وعلى العموم فالأولمبيك الخريبكي قدم بداية موسم رائعة لم تتأثر سوى بالانطلاقة المتعثرة أمام الفتح الرياضي، و التي كانت بمثابة درس مفيد وشحنة قوية لتحقيق ما تحقق في انتظار المزيد. وما هو هدف الفريق خلال هذا الموسم؟ نحن في الظرفية الحالية نسعى إلى أخذ كل مباراة على حدة لصنع نقط الفوز والظفر بكل معطياتها، ولا نفكر سوى في ذلك، مع وضع مخطط تحكمه الاستمرارية والرؤية المستقبلية، حيث سنعمل على المستوى البعيد لتفادي الضغط النفسي على اللاعبين الشباب الذين يتجاوبون مع المحيط العام للفريق، لتبقى الأهداف حقا مشروعا، والتي تتجلى في تحسين موقع الموسم المنصرم، أي احتلال مراكز أكثر تقدما، ولم لا البحث عن لقب الدوري المغربي الأول للنخبة، لأن مستوى الأندية الوطنية مستقر وعلى درجة كبيرة من التقارب، والمردود التقني في متناول الجميع، فكثير من المهتمين لم يصدقوا العودة بالفوز من مركب محمد الخامس ضد الوداد البيضاوي بهدفين لهدف واحد، رغم عوامل الأرض والجمهور والحكم الذي زاد من معاناة المجموعة من البداية إلى النهاية.