ظهر صراع في منطقة الساحل والصحراء بين حركة طوارق شمال مالي و«جبهة البوليساريو»، عقب تصريحات أحد قيادي «الوحدات الخاصة» العسكرية ل«حركة الطوارق» لوكالة الأنباء الفرنسية، حول استعداد الحركة لمحاربة «تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي»، خصوصا على مستوى الساحل والصحراء، الشيء الذي خلف قلقا لدى قيادة «البوليساريو»، لاسيما أن تصريحات قيادة «حركة الطوارق» في شمال مالي تحمل دلالة كبيرة، حيث إن الطوارق بعدما تمكنوا من السيطرة على الممرات التجارية للقوافل ومراقبة مسارات تهريب السلاح والسجائر المهربة، شكلوا حزاما أمنيا، أصبحوا من خلاله يلقبون ب»درك الصحراء»، مما خلق الارتباك لدى البوليساريو، التي فقدت قوتها التجارية في المنطقة وأصبحت تخشى الضرائب المفروضة من قبل الطوارق، المتحكمين في معظم الطرق وممرات التهريب، حول تجارة السلاح وتهريب السلع وبيع المساعدات الدولية التي تتلقاها «البوليساريو» من قبل المنظمات الدولية. وعقب تصريحات قيادي «حركات الطوارق» بشن حملات مسلحة وهجومية على مواقع «تنظيم القاعدة» وإخراجه من منطقة الصحراء الكبرى، ازداد قلق «البوليساريو»، خصوصا أن معظم قادتها يخشون من انعكاسات حصول حرب بين «الطوارق» و»تنظيم القاعدة»، لاسيما أن «الجبهة» تربطها علاقة مصالح مشتركة مع «تنظيم القاعدة» في مجال التهريب، إلى جانب الصفقات التجارية في قضايا المختطفين الأوروبيين من حيث العلاقات التي تربط أعضاء «تنظيم للقاعدة» مع جنود «البوليساريو»، خصوصا بعد استقطاب «تنظيم القاعدة» لعناصر مقاتلة في جبهة بوليساريو للاستفادة من خبرتهم ومعرفتهم للطرق الصحراوية، حسب تقارير إعلامية دولية، والتي كشفت تورط العديد من عناصر «البوليساريو»أصحاب الفكر السلفي، في عملية الاختطاف التي تطال السياح الأوربيين في الصحراء، والشيء الذي يؤكد ذلك هو التدخلات والوساطة التي يقوم بها بعض مسؤولي «البوليساريو» مع الدول الأوربية لأجل إطلاق سراح المختطَفيين من ذوي جنسيات أوربية، بهدف نسج علاقات مع حكومات أوربية والحصول على ملايين الدولارات. ويسعى الطوارق، من خلال هذه الحملة، التي تنتظر الضوء الأخضر والدعم من قبل الحكومية المالية وفرنسا، إلى تقزيم دور «البوليساريو» في المنطقة وفضح العلاقة التي تربط «البوليساريو» ب»التنظيم الارهابي»، بعدما تمكنوا من فرض ضرائب ورسوم على قوافل «البوليساريو» و»تنظيم القاعدة» في الصحراء الكبرى، حيث تمكنت»حركة الطوارق» من السيطرة على نقطة العبور الأولى في المنطقة، بداية من منطقة «الزويرات « الموريتانية، التي تعد حلقة وصل بين جنوب الصحراء والساحل وشمال إفريقيا، ومعبرا رئيسيا للأسلحة المهربة إلى تندوف وإلى «تنظيم القاعدة» وجنوبالجزائر وشمال مالي. وحسب بعض المصادر العارفة بالمنطقة وقبائل الطوارق، فإن الطوارق يشكلون تهديد ل»البوليساريو» أيضا، وتمكنوا في مواجهات مسلحة في الماضي، من ردع «جنود البوليساريو»، في مناسبات عدة، للسيطرة على الممرات التجارية الكبيرة في المنطقة. يذكر أن الطوارق يحظون بالحكم الذاتي، حسب اتفاقية أبرمت مع الحكومة المالية، يوم 11 أبريل 1992 في باماكو، وتربطهم علاقات تاريخية مع المغرب الأقصى ويمارسون طقوسا صوفية مغربية ويتحدرون من أصول الشرفاء الأدارسة.