تمكنت عناصر الشرطة بسطات من توقيف ثلاثة أشخاص بالمدخل الشمالي للمدينة كانوا على متن سيارة من نوع «داسيا»، تابعة لإحدى شركات كراء السيارات، يوم 19 من الشهر الجاري، وعند تنقيطهم على مستوى المصنف الإعلامي تبين أن اثنين منهم لهما سجل حافل بالسوابق القضائية في ميدان الاتجار في المخدرات. بعد ذلك باشرت عناصر الضابطة تفتيشها الأولي للمعنيين أسفر عن حجز مبلغ10480 درهما وأربعة هواتف خلوية وسكين. وعند استفسار المعنيين بالأمر، كل على حدة، عن سر وجودهم بالمدينة جاءت تصريحاتهم متباينة ومتناقضة جدا، مما جعل الضابطة القضائية تقوم بتفحص الهواتف الخلوية التي بحوزتهم، فسجلت بالهاتف الخلوي الخاص بأحدهم على مستوى النافذة الخاصة بالصور وجود صورة فوتوغرافية لرجل شبيه إلى حد ما بصاحب الهاتف الخلوي، وهو منهمك في إعداد لفائف قنب الكيف وخلفه تظهر كميات كبيرة من لفائف المادة المذكورة، مما ينم عن أن المعنيين بالأمر لهم علاقة بشبكة لترويج المخدرات. وعند عرض هذه الصورة على المعني بالأمر ادعى جهله بصاحبها وكذلك الشأن بالنسبة لمرافقيه. لحظتها رن هاتف أحد أفراد العصابة فظهر على الشاشة الرقم الهاتفي الذي تبين من بعد أنه لشخص مبحوث عنه بسبب الاتجار في المخدرات، وهي معطيات أكدت من جديد للضابطة القضائية ارتباط المعنيين بالأمر بترويج المخدرات. وأثناء البحث تقدمت تلقائيا زوجة أحد الأظناء إلى مصلحة الشرطة، التي أفادت بأنها قدمت من أجل تفقد أحوال زوجها الذي بلغ إلى علمها أنه معتقل، وعند استفسارها عن ظروف سفر زوجها ادعت أنه غادر المنزل رفقة صديقيه في اتجاه مدينة مراكش من أجل إجراء فحوصات طبية في محاولة منها لطمس الحقيقة، وهو ما تعارض كليا مع تصريحات الأظناء. وبعد مغادرتها لمقر الأمن تم نصب كمين للزوجة تم من خلاله ضبط ابنها، وهو من أحد أفراد التكوين الإجرامي، والذي كان خيطا ثمينا قاد عناصر الضابطة إلى فك لغز هذه الشبكة الإجرامية، حيث صادرت عناصر الأمن السيارة التي كان يمتطيها وهي من نوع ميرسيديس 220فاركونيت كانت تستعمل في نقل المخدرات، وقد اعترف الأظناء الأربعة أنهم ينتمون لتنظيم إجرامي متخصص في زراعة القنب الهندي والتبغ وتهريبهما والاتجار فيهما بالجملة، وهو تنظيم يتكون جله من أفراد عائلة واحدة من منطقة القصر الكبير، بعضهم وراء القضبان والبعض الآخر لا يزال ينشط في ميدان الاتجار في المخدرات ويوزعون بضاعتهم المحظورة بإقليم سطات ودكالة وآسفي والنواحي. واستنادا لتصريحات الأظناء القاضية بأنهم سبق لهم منذ أيام قليلة فقط أن زودوا أحد المروجين الكائن بمنطقة كيسر بكمية مهمة من المخدرات، انتقلت عناصر الضابطة القضائية، بناء على تعليمات وكيل الملك لدى ابتدائية سطات، إلى مركز كيسر حيث تم إلقاء القبض على المروج المذكور متلبسا بترويج مواد الكيف والتبغ المهرب رفقة شريك له، وتم اقتيادهما إلى مكان إقامتهما بدوار غير بعيد عن مركز كيسر، حيث تم حجز كمية هامة من مخدر الكيف وزنها120كلغ، و30 كلغ من مادة التبغ المهرب كانت على وشك إخفائها من طرف بعض مشاركيه الذين تم ضبطهم في حالة تلبس بصدد محاولة إخراجها من مطمورة أرضية، غير أن يقظة الفرقة المتدخلة وسرعتها في التنفيذ حالتا دون وقوع ذلك. وقد تمت إحالة الأظناء على أنظار وكيل الملك لدى ابتدائية سطات من أجل تكوين شبكة متخصصة في زراعة القنب الهندي والتبغ المهرب وتهريبها بدون سند قانوني والاتجار فيها بالجملة مع حالة العود والمشاركة. وتمت مصادرة السيارة لفائدة إدارة الجمارك، فيما لا يزال البحث جاريا لتوقيف أشخاص لا زالوا في حالة فرار.