لا حديث في مدينة الدار البيضاء إلا عن مغتصب النساء، الذي خلق الذعر في أوساط الأسر البيضاوية. ففي المدارس والمقاهي وضع الجميع أوصافا مختلفة للرجل الملثم الذي حير الجميع، وانتشر خبر جرائمه بسرعة الضوء بين صفوف ساكنة العاصمة الاقتصادية، وشغل الرأي العام الوطني، فما بين متسائل ومصدق ومكذب للخبر، كانت جرائم مغتصب النساء تتحول إلى حكايات متداولة في الوسط المغربي. الرجل الملثم عرف مغتصب النساء في الدار البيضاء بارتدائه جوربا نسائيا يخفي ملامحه، وبالتالي يصعب التعرف عليه من طرف ضحاياه. إذ كان يدرك أنه سيقع يوما ما في قبضة العدالة، ولا يريد أن يتعرف عليه أحد، فكان يعمد إلى تعصيب أعين النساء قبل اغتصابهن. وبعد إشباع رغباته الجنسية كان يعمد إلى سرقة مجوهراتهن ومغادرة المكان دون أن يعلم بأمره أحد. يعشق المتهم الجنس، ويتلذذ بالتفرج على أفلام البورنو، واغتصب نساء كثيرات، كان يتعقبهن ويتسلل إلى منازلهن من أجل الوصول إلى أهدافه الدنيئة. تتحدث الإشاعات عن اغتصابه أزيد من 20 امرأة، لكن وحده المتهم يعرف عدد ضحاياه. ولم ينته الأمر عند هذا الحد، فقد كان المتهم يقلع أحيانا عن عادة اغتصاب النساء والاكتفاء بالاعتداء عليهن بالضرب قبل أن يسلبهن ما يملكن من حلي ومجوهرات وأموال. طبيبة من بين الضحايا تعقب المتهم طبيبة اختصاصية، حسب ما أدلى به لعناصر الشرطة القضائية بولاية الأمن، إذ عمد إلى مراقبة جميع تحركاتها، وكان يقضي الساعات الطوال قرب منزلها، وتعرف على الطابق الذي تسكن فيه، وأنها تعيش بمفردها، فتمكن من التسلل إلى شقتها، وأشهر السكين في وجهها وأرغمها على الامتثال لأوامره، وغطى وجهها بمنديل قبل أن يغتصبها بوحشية، ولم تنفع مقاومة الضحية من ثني المتهم عن فعله الحيواني، ليسطو بعد ذلك على ما تملكه من أموال وتركها تبكي حظها العاثر. اغتصاب في شهر رمضان لم يحترم الجاني قدسية يوم رمضاني، فاغتصب فتاة أخرى وقت الصيام. كانت الضحية قد استسلمت لنوم عميق قبل أن تمتد إليها يد المتهم، الذي تسلل إلى غرفتها في واضحة النهار وكمم فمها وأشبع بوحشية غريزته الجنسية. ولم يتوقف عن هذه الممارسات اللا أخلاقية، بل استمر في عمله الإجرامي في أحياء مختلفة من مدينة الدار البيضاء، ووصل به الأمر حد اغتصاب امرأة أخرى أجنبية بالرباط، وفي كل مرة كان يكمل فعله الشنيع بالاستيلاء عما تملكه ضحاياه من أغراض ثمينة. وقد تسبب في دخول نساء أخريات إلى المستشفى من أجل العلاج النفسي بعد تعرضهن للاغتصاب. جرائم متعددة والفاعل واحد تأكدت الشرطة القضائية لأمن أنفا أن مغتصب نساء البيضاء والمرأة الأجنبية بالرباط شخص واحد، بسبب بصماته وحمضه النووي، إذ تبين أن مغتصب النساء يسمى(م.ب) ويبلغ من العمر 34 سنة، ولديه سوابق عدلية، وهو من من مواليد مدينة الرباط، قبل أن ينتقل إلى مراكش، ومنها إلى الدارالبيضاء. وقد عاش حياة صعبة، وامتهن السرقة منذ نعومة أظافره، إذ ارتكب العديد من السرقات الموصوفة همت فيلات ومساكن راقية في كل من البيضاء والرباط، وهو يسكن بحي مولاي رشيد بالدار البيضاء. كان شبح مغتصب النساء قد خيم على أحياء مدينة البيضاء، ولف غموض كبير هويته قبل أن تتمكن عناصر الشرطة، التي تم تجنيدها بأعداد كبيرة وصلت إلى 200 شرطي، من القبض عليه صباح يوم الأحد الماضي، بتعاون مع بعض الأشخاص من ذوي السوابق العدلية، بعد أن نصبت له كمينا بناء على معلومة تفيد بوجوده صباح يوم الأحد أمام سينما «أوبرا». ووضعت بذلك حدا لمسلسله الإجرامي. بعد القبض على المتهم تم الانتقال إلى مسكنه بحي مولاي رشيد حيث تم حجز مبلغ 23 ألف درهم و620 أورو. كما وجدوا لديه جواهر وحليا ذهبية وساعات يدوية فاخرة وعطورا نسائية، بالإضافة إلى حواسيب وهواتف نقالة وآلات تصوير وكاميرات رقمية. عدم إصابة المتهم بمرض السيدا تحدثت الأخبار عن إصابة المتهم بمرض فقدان داء المناعة المكتسبة، وكان خوف النساء اللواتي اغتصبهن يوما ما كبيرا، ولكن بعد خضوع المتهم لتحاليل الدم تبين أنه غير مصاب بمرض السيدا. وأنه ربما يعاني من مرض نفسي أوصله إلى اغتصاب نساء بريئات دون رحمة أو شفقة . تحقيق وغموض توصلت ولاية الأمن بالدار البيضاء قبل ذلك أن أمن الحي الحسني ألقى القبض على المشتبه به، والذي ارتكب جرائم مماثلة، إذ ارتكب سبع عمليات اغتصاب همت منطقة سيدي معروف، وكان يعمل على تكبيل النساء بعد إشباع نزواته، ولكن الشرطة القضائية لأمن أنفا حين انتقلت إلى عين المكان تأكدت أنه ليس الشخص المبحوث عنه، و أن بين المجرمين قواسم مشتركة على مستوى العمليات الإجرامية التي نفذاها. وبعد القبض على المتهم بمنطقة أنفا، و بعد التحقيق معه من طرف الضابطة القضائية بولاية الأمن، تبين أن مغتصب النساء يسمى(م.ب) ويبلغ من العمر 34 سنة، وأنه ارتكب العديد من السرقات ويسكن بحي مولاي رشيد بالدار البيضاء. كما أقر بارتكابه أربع عمليات اغتصاب، وتم اعتقاله ثلاث مرات بمراكشوالرباط. وقد تمت صباح يوم الثلاثاء مرافقة المتهم إلى مدينة مراكش من أجل أن يدل رجال الشرطة على الأشخاص الذين كان يبيع لهم المسروقات، قبل أن يتم نقله إلى مدينة سطات زوال نفس اليوم من أجل نفس الغرض. وقد عرفت مدينة سطات العديد من الاعتقالات في صفوف كل الذين تربطهم صلة بمغتصب النساء، قبل أن يعود إلى مدينة الدار البيضاء ليتم تقديمه صباح أمس الأربعاء على الوكيل العام لدى محكمة الاستئناف بالبيضاء بتهمة تعدد السرقات والاغتصاب.