تعرض فلاح بدوار آيت أمريبط بجماعة المعدر الكبير بإقليم تيزنيت لاعتداء وصفته مصادر من عائلة الضحية ب«الشنيع». وقد تعرض الضحية في حدود الخامسة من صباح أول أمس لمحاولة قتل فاشلة، باستعمال السلاح الأبيض والحجارة، بعد أن اعتقد المعتديان أن بحوزته أموالا طائلة لاقتناء الماشية بأحد الأسواق القريبة، فأشبعاه ضربا بمختلف أعضاء جسمه، وخاصة في الرأس والوجه واليد. كما جثما على صدره وملآ فمه بالتراب بُغْيَة إسكاته إلى الأبد ومنعه من الصراخ بأعلى صوته وإثارة انتباه أيّ من سكان المنطقة. وحسب الإفادات التي حصلت عليها «المساء»، فإن الضحية (ل. س)، الذي يبلغ من العمر 65 سنة، لم يتمكن من النجاة إلا بعد سماع المعتديين حركة بأحد المنازل المجاورة لمسرح الحادث، فلاذا بالفرار بعد أن سرقا مبلغ 320 درهما كانت في جيبه، معتقدين أن الضحية فارق الحياة بعين المكان، لكن الجلبة التي حدثت بالمنطقة أيقظت بعض السكان من نومهم، فتمكنوا بعد تعرفهم على الضحية من ربط الاتصال بأحد أعوان السلطة المحلية وسيارة الإسعاف والدرك، الذين حضروا جميعا إلى مسرح الحادث، فأشرفوا على نقل المعتدى عليه إلى مستعجلات المستشفى الإقليمي لتيزنيت، حيث تلقى الإسعافات الضرورية تم خلالها رتق جرح عميق في الرأس ب«18 غرزة». وقد سلم الضحية شهادة طبية تثبت العجز في ثلاثين يوما. وأضافت المصادر بأن الدرك الملكي صادر السلاح الأبيض المستعمل في الاعتداء، بعد اكتشافه من طرف سائق سيارة الإسعاف، ومن المنتظر أن يكشف المحققون في غضون الساعات المقبلة عن نتائج البصمات التي يحتوي عليها السلاح المذكور، فيما تمكن الضحية -حسب أقواله أمام الضابطة القضائية- من التعرف على أحد المعتديين، الذي استدعي هاتفيا للمثول أمام السرية الإقليمية للدرك الملكي بتيزنيت، قبل أن يتم توقيفه وإحالته، بعد استكمال إجراءات التحقيق الأولي معه، إلى المحكمة الجنائية بأكادير. وفي ظل نفي المتهم مطلقا لما نسب إليه، طالب الوكيل العام بتعميق البحث مع الطرفين وإعادة الاستماع إليهما بهدف الكشف عن جميع الملابسات المحيطة بالحادث. وارتباطا بالحادث، قالت مصادر «المساء» إن سكان دوار آيت أمريبط (15 كلم عن مركز الجماعة) يعانون منذ مدة غير قصيرة من تكرار حوادث الاعتداء والسرقة على الأفراد ومقرات السكن، لكن خشيتهم من انتقام المعتدين حال دون التبليغ عن مختلف الجرائم، التي تمت خلالها سرقة ممتلكات كثيرة من قبيل الماشية والأواني والأموال والمجوهرات وبعض الأثاث. وطالب السكان بضرورة تكثيف دوريات البحث بالمنطقة لإعادة الأمن إليها، بعدما صار السكان «يخشون على حياتهم أكثر من أي وقت مضى، بعد تكرار الحوادث المخيفة وتجاوز المعتدين كافة الحدود المقبولة مع السكان والمارة». كما طالبوا بضرورة الإسراع في تطهير النفوذ الترابي لجماعة المعدر من مروجي المخدرات المنتشرين في بعض الدواوير التابعة للجماعة، والذين يتسببون يوميا في تزويد العشرات من شباب المنطقة بالسموم المؤثرة على سلوكهم وتوازنهم الاجتماعي.