عاش أساتذة فوج 3 غشت (الأساتذة المتعاقدون في شتنبر 2009) حالة استثنائية عندما اضطروا إلى التكفل بنقل ملفاتهم من الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين في الدارالبيضاء، بصفة شخصية، إلى مصالح وزارة التربية الوطنية في الرباط، من أجل إتمام التسوية الإدارية والمالية لوضعيتهم. وفوجئ الأساتذة، في مستهل الموسم الدراسي، بتحميلهم مسؤولية نقل بعض الوثائق التي تطالب بها مصلحة الموارد البشرية في الرباط، من أجل التسوية النهائية. فبعد أن تكلفوا، قبل أسابيع، بنقل نسخ من دبلوماتهم وبطائقهم الوطنية وعقود الازدياد، اكتشفوا، خلال الأسبوع الماضي، أنه يتوجب عليهم التكفل، أيضا، بنقل نسخة معدَّلة من العقدة التي وقعوا عليها خلال العام الماضي من أجل التوظيف. ويستغرب الأساتذة المنتمون إلى فوج 3 غشت في الدارالبيضاء، في تصريحات ل«المساء»، من المقاربة الاستثنائية التي نهجتها أكاديمية الدارالبيضاء تجاه ملفاتهم، متسائلين هل من مسؤولياتهم القيام بدور «ساعي البريد» بين الأكاديمية ومصالح الوزارة، خصوصا أن باقي الأكاديميات الجهوية في المملكة تكفلت بنقل وثائق وملفات الأساتذة، بصفة مباشرة، إلى المصالح المركزية. وأشارت تصريحات بعض الأساتذة إلى أن الانتقال في مناسبتين اثنتين إلى مدينة الرباط، لتنفيذ هذه المهمة بالنسبة إلى عشرات الأساتذة يؤثر على السير العادي للدراسة. ففي الوقت الذي يتوجب عليهم القيام بواجباتهم التربوية تجاه المتمدرسين، وجدوا أنفسهم يخوضون رحلات مكوكية بين الدارالبيضاءوالرباط، ليسدوا الفراغ الذي يخلفه تقاعس بعض الموظفين أو المصالح داخل الأكاديمية، علما أن الأساتذة المذكورين يعانون، أصلا، وضعية مادية صعبة، لأنهم لم يتوصلوا بعدُ بدرهم واحد، منذ أكثر من تسعة أشهر.